لطالما حملت في قلبي ليوم الخميس مشاعر خاصة، وكيف لا أفعل وهو يوم مميز بالنسبة لي وللكثير ممن حولي، ولكل أسبابه التي نتقاسم معظمها. لكن كأس المحبة لهذا اليوم امتلأ، ففيه سأعبر عما أحب وأفكر بصوت مسموع عبر هذه الزاوية. «البعد الخامس»، هو امتياز سعدت به جدا، وأشكر الأستاذ محمد التونسي رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» عليه، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن كل من يقرأ هذه الحروف. الطريف أني حين بدأت في كتابة هذا المقال الذي لم أحدد فكرته وهو الأول لي في الصحيفة، أصبت بحالة عقلية غريبة!، فالأفكار أصبحت تتدافع وتتصارع للقفز على الورق!، وكل فكرة تتراقص في ذهني وهي تغني «أنا الأفضل»!، فلم أجد بدا من التوقف قليلا حتى يهدأ الصراع. حقيقة، لم يسبق لي أن واجهت صراعا عقليا كهذا، فأنا في الغالب أقرر مسبقا ما أنوي الكتابة عنه، لكن هذا الصراع جعلني أتنبه لنقطة هامة، وهي أهمية وجود التوازن في كل خطوة نخطوها في حياتنا، فرغبة الإنسان في التميز قد تدفع به أحيانا للانجراف بفكره وعاطفته بعيدا عن هدفه، فتكون النتيجة أن يفقد بريقه الخاص ويظهر بلون وهيئة لا علاقة له بها.. جميلة كانت أو قبيحة!، وسرعان ما تزول.. فتظهر حقيقته!. التميز الحقيقي برأيي هو أن يحافظ كل منا على سحره، بأن يبقى على سجيته في فكره وشكله وكل ما يتعلق به، فلا يلبس ثوبا لم يصنع له، ولا يترك للانفعالات اللحظية منفذا سهلا إليه. أخيرا أقول وقبل أن أذهب، إني سأبذل قصارى جهدي في أن أرسم من خلال زاويتي هذه لوحة تقرأ، لن تعكس فكري فقط، ولكن تعكس أيضا أرواحكم التي تنبض بالأحلام.. ولن تسقط بيننا الأيام. * كاتبة ومذيعة [email protected]