في حواره مع أصغر إذاعية سعودية (ود نتو / مذيعة في قناة أجيال الفضائية) المنشور في صحيفة المدينةالمنورة (10 رجب 1431ه، ص 29) تناول وزير الثقافة والإعلام (د. عبدالعزيز خوجة) قضايا إعلامية سعودية كثيرة، من المؤكد أنه عاش بعضها يوم أن كان وكيلا للوزارة، وها هو يعايش بعضها الآن بوصفه وزيرا مسؤولا كما قال: «عن مرفقين مهمين جدا في بلادنا هما: المرفق الإعلامي، والمرفق الثقافي»، واصفا العمل الإعلامي بأنه «ضخم وكبير جدا، ويسمى بالقوة الناعمة»، وهو توصيف لا يخلو من الحقيقة. فلو أخذ المرء الإعلام السعودي مثلا، فسيجد أنه يستمد قوته الناعمة من: وضوح سياسته الإعلامية، وثقة الناس فيه، والخطط الإعلامية لمواجهة التحديات الإعلامية الحالية والمقبلة، فضلا عن المضمون المناسب، وإذا كانت تقنية الإعلام متاحة، إلا أن تفاعل الناس مع الإعلام مرتبط بالتزامه بقيمه الدينية والخلقية، في وقت تموضعت فيه بعض فضائيات، تتلمس لنفسها رؤى ما برحت ضبابية. القوة الناعمة للإعلام هي التي تؤدي إلى تطوره، وتكشف ما هو مميز فيه «وقد تنازعته أطر مرجعية مختلفة، وجمهور يتجاذبه القلق، وانفجار فضائي لا حدود له، أدى إلى تأثيرات سياسية، وأخلاقية، ومالية، وتنظيمية، وهي بالتالي متداخلة ويصعب فصلها». تستدعي القضية المعقدة للقوة الناعمة للإعلام القيام بدراسات علمية موثقة، سواء على صعيد المِلكية، أو الإمكانيات الاقتصادية، فضلا عن البرامج الإنتاجية، مرورا بالإصغاء إلى الجمهور، لمعرفة ما يريد وما لا يريد، فكسب ثقته هو أحد أهداف أي مؤسسة إعلامية. يدرك «عبد العزيز خوجة»، وهو ينادي بإعلام قوي ناعم، العلاقة المعقدة التي نسجت خيوطها، من حاجة أحدهما إلى الآخر (الإعلام والجمهور) ومن عدم اقتناع بعض المتلقين بما يقرؤون، ويسمعون، ويشاهدون، وهي القضية التي يتصدى لها «خوجة» ويعيش أجواءها، وهو يعي تماما موازين القوى في الإعلام، ويستشف الأبعاد السياسية، والاجتماعية، والثقافية، والترفيهية لثقافة الفضائية، وأن تركيز الإعلام القوي الناعم على برامج الترفيه يجعل المتلقي مستغرقا في أحلام يقظة، الدعاية التجارية تحيط به من كل جانب، والنزاعات السياسية التي يثيرها بعض الإعلاميين جعلت من القوة الناعمة للإعلام أداة للقتل، والتربح، ومن هنا يجوز ترديد مقولة الدكتورة نهوند القادري عيسى: «إن التجارب أثبتت أن مسألة امتلاك التقنية لا تكفي، بل العبرة بطريقة استخدامها، وبالأرضية التي يقع عليها هذا الاستخدام». [email protected] فاكس: 014543856 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة