ما زالت أصداء الخبر العكاظي المنشور الأسبوع الماضي بعنوان: «صفعة للمزورين.. شركة ألمانية تفحص 100 ألف شهادة جامعية».. حديث المجالس ومثار دهشة، وتفاقمت دهشتي عندما تم تحليل الخبر في برنامج «الأسبوع في ساعة» من تقديم الإعلامي إدريس الدريس وبمشاركة نخبة من الإعلاميين، إذ أكد عضو مجلس الشورى والإعلامي حمد القاضي أثناء تناوله الخبر «ما معناه وما فهمته» أن ملفا متخما يتعلق بالشهادات المزورة قيد التداول في المجلس.. إذن هي ظاهرة باتت أكثر من مؤرقة!. لا أستغرب أن تكون نسبة الأخطاء الطبية لدينا مرتفعة نتيجة رواج سوق الشهادات التي تعد مجانية أمام أرواح الناس.. وببحث بسيط نخرج من التقارير الصحافية بالمعطيات التالية، ونتحدث اليوم عن تزوير الشهادات الصحية وتبعاته نتيجة ارتباطها بالأرواح، ولأن ظاهرة الأخطاء الطبية في تفاقم غير مبرر: •• أبريل 2010، كشفت الهيئة السعودية للتخصصات الصحية عن ضبطها 1200 شهادة مزورة، منذ إنشاء الهيئة، و1700 أخرى رفضت لاحتمالية تزويرها، وأدرجت 15202 ممارس في قائمة الممنوعين من العمل في المجال الصحي في المملكة. •• تقدر قيمة شهادات الدكتوراة والماجستير المزورة في السوق السوداء بثمانية آلاف ريال للماجستير وعشرة آلاف للدكتوراة «يا بلاش»!.. •• أغلب التخصصات التي يحدث فيها تزوير في الطب والتخصصات الفنية كأخصائيي التمريض والأشعة والبصريات.. والصيادلة.. إلخ، ونسبة كبيرة من الشهادات المزورة، تأتي من دول شرق آسيا!.. •• مطلع هذا الشهر صدمتنا «عكاظ» بخبر يفيد بأن (69 في المائة) من حملة وثائق التخصصات الصحية المزورة يعملون في القطاع الخاص.. إذ رصدت الهيئة السعودية للتخصصات الصحية 1073 حالة تزوير في 17 تخصصا، منها 742 حالة في المستشفيات الخاصة بنسبه 69 في المائة، و331 حالة في المستشفيات الحكومية بنسبة 31 في المائة. والسؤال: أين يتطبب الإنسان إذا كانت القطاعات الصحية أهلية وحكومية بالإمكان اختراقها من خلال المزورين!.. مؤلم أن يدفع الإنسان ثروة وسط هذا الغلاء في مستشفيات القطاع الخاص وهذا حالها لينتهي به الأمر وهو يحمل عاهة مستديمة أو تزهق روحه، ثم نشخص ذلك على أنه خطأ طبي بينما لو تتبعنا جذور المشكلة لاجتثاثها ربما خففنا من حدة الاستهتار، الذي يزور شهاداته ويتدرب في المستشفيات على الناس ليس لديه وازع أخلاقي وديني، ولن يستشعر ثمن أرواح الناس وصحتهم.. هل تصلح الشركة الألمانية ما يفسده المزور!.. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة