عندما دعتني الحاجة لاستخراج وكالة لزوجتي عن طريق كتابة العدل الثانية في جدة، دخلت على كاتب العدل الساعة الثانية ظهرا بعد انتظار من الساعة العاشرة والنصف صباحا. وكنت أتوقع أن استخراج الوكالة لا يأخذ هذا الوقت في زمن التقنية، وقد أعانني والد زوجتي على الانتظار، حيث انتظر قبل صلاة الظهر واستلمت موقع الانتظار منه بعد الصلاة، وكان المنتظرون من رجال الأعمال والبسطاء والمعاوقين والأرامل وغيرهم وكان الجميع في حالة من التضجر والانزعاج من طول الانتظار غير المبرر. سمعت اسم زوجتي الساعة الثانية ظهرا فدعيتها بفرحة غامرة بأن الوكالة أصبحت ليست ببعيدة وعندما دخلنا على كاتب العدل دخل شخصان مخلفين ورائهما عددا كبيرا من الفئات العامة من الناس خلف الباب وجلسا مقابلين كاتب العدل ورحب بهما أجمل ترحيب وبدت ترتسم على شفتيه الابتسامة وأنا وزوجتي في الركن البعيد من مكتب كاتب العدل منتظرين طباعة الوكالة، وبدأ كاتب العدل بالاستفسار عن نوع الوكالة التي يريداها وقال لهما: أعطوني هوياتكما وبعد ما أعطاه أحدهما رقم هويته وقال ما شاء الله رقم هويتك مميز. والظاهر أن أصحاب السجلات المدنية المميزة يستحقون التميز حتى في كتابة العدل. عبدالصمد أحمد شيبان