الجبيل. محمد الزهراني برجل مريضة وأربعة أطراف معدنية يقضي حمود القرني « 53 عاما» حياته متنقلا بين شقته الصغيرة بالجبيل البلد، وبين عمله في إحدى الشركات بالجبيل الصناعية، دون يأس أو تضجر، رغم معاناته الشديدة بعد إصابته بمرض في رجله قبل أكثر من عام، وصفه الأطباء ب«النادر»، والذي لا يصيب غير واحد من بين كل مليون شخص. ورغم صعوبة الحركة والاستعانة بجهاز الحركة ذي الأربعة أطراف لم تفتر عزيمة القرني، بل أصبح أكثر إصرارا على عمله «مأمور سنترال في شركة خاصة»؛ لإعالة أسرته المكونة من زوجته وشقيقتيه المطلقتين وبناتهما، محاولا التوفيق بين احتياجاتهم واحتياجاته العلاجية، فراتبه لا يتجاوز 4.500 ريال، يذهب جزء كبير منه لسداد إيجار مسكنه والبالغ 28 ألفا. في العام الماضي تقريبا أحس القرني فجأة بألم شديد في رجله اليسرى، وانتفاخ في الساق والركبة دون أسباب: «أخبرني الأطباء بإصابتي بجلطة في القدم، وأعطوني علاجا عبارة عن بعض الإبر المسيلة للدم، في الركبة والساق والرجل، إلا أن حالتي بقيت على ما هي عليه، فلا أستطيع أن أحرك رجلي اليسرى بشكل طبيعي رغم تحويلي إلى المستشفى الجامعي وأخذي بعض العلاجات الأخرى». وذكر القرني أنه كان حائرا كيف سيواجه الواقع الجديد، فهو لا يستطيع الحركة بحرية، وفي الوقت نفسه لا يستطيع أن يجلس مستسلما في بيته، فلا بد من أن يواصل عمله للإنفاق على أسرته ومقابلة مصاريف العلاج المستمرة، فهو مصاب أيضا بداء السكر والضغط: « الشركة التي أعمل بها وقفت إلى جانبي ولم تتخل عني، فدوامي الذي يبدأ من الساعة السادسة صباحا إلى الساعة الثانية ظهرا، وأحيانا من الساعة الثانية ظهرا إلى الساعة العاشرة مساء، يتطلب أن أضع رجلي المصابة على كرسي طوال الوقت». وقال الشاب مشتاق الرشيدي وهو أحد زملاء القرني: «إن القرني، ورغم صعوبة وضعه الصحي، فإنه ضرب مثلا في الالتزام، فهو لم يتأخر أبدا على عمله، ولا تجده متضجرا من وضعه، بل مرحا ومقبلا على الدنيا». ويأمل القرني أن يجد علاجا لحالته في المستشفيات الداخلية أو في الخارج؛ حتى يستطيع أن يعود إلى سابق عهده، ويتمكن من السير، خاصة أن رجله الثانية بدأت هي الأخرى في الانتفاخ وهو ما قد يهدد بقاءه في وظيفته التي يحتاج إليها بشدة.