أعلن وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ البارحة الأولى، انطلاق البرامج الإعلامية لتوعية الحجاج. وأكد آل الشيخ، أن الوزارة حريصة أن تكون خطتها وبرامجها لتوعية الحجاج مواكبة للتطورات الحديثة لمشروعات توسعة الحرمين والمشاعر المقدسة، ومتوافقة مع برامج قطاعات الدولة لراحة ضيوف الرحمن، من أجل أن تكتمل الصورة المشرقة المقدمة لحجاج بيت الله الحرام، بتوجيهات ولاة أمرنا وقيادتنا الحكيمة التي وضعت خدمة الحاج في أولى أولوياتها. وقال في حديثه ل «عكاظ»: ما نشاهده اليوم من المشاريع العملاقة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة يؤكد حرص القيادة الرشيدة على العناية بضيوف الرحمن بصدق وأمانة وإخلاص، وتأمين أفضل وأحدث وسائل الراحة والأمن والصحة والاستقرار لراحتهم، وتسخير كافة القطاعات وتجنيد كل الطاقات والإمكانات لتقديم أفضل الخدمات ليتمكن الحجاج من أداء نسكه، بل راحة واستقرار فكري وهدوء وسكينة». • بشكل عام، ما البرامج التي تقدمها الوزارة لتوعية الحجاج؟ أعمال الوزارة في الحج متعددة، وتسير وفق مسارات مختلفة، أبرزها العناية بالمساجد في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة والمواقيت والمنافذ، وتوزيع المطبوعات الإرشادية بمناسك الحج أثناء القدوم، والمصحف الشريف هدية خادم الحرمين الشريفين عند المغادرة، وتوعية الحجاج وإرشادهم عبر برامج التوعية المتنوعة وخطب الجمعة والمحاضرات والدروس والندوات في أحياء مكةالمكرمة والمدينة المنورة وحول الحرمين الشريفين من خلال مراكز التوعية والكبائن المنتشرة في جميع المواقع التي يتواجد فيها الحجاج، وعبر خدمات الهاتف المجاني والتوعية الآلية ورسائل الجوال والبرامج التلفزيونية والإذاعية وشبكة الإنترنت والوسائط المتعددة. وتتنوع تلك البرامج ما بين الدعوية والإرشادية والخدمات المساندة، ولكل مرحلة خطة محددة وبرامج متنوعة، يشارك في تنفيذها فرق عمل متجانسة من الدعاة والمترجمين والموظفين، كل حسب تخصصه، سواء كان في لجان شرعية أو علمية أو تقنية أو فنية أو إدارية أو إعلامية أو خدمية، والكل يعمل تحت إشراف اللجنة العليا لأعمال الوزارة في الحج، بصفتها المسؤولة عن إعداد الخطط ودراستها ومتابعة مراحل الإعداد والتخطيط والتنفيذ للخطط المتنوعة التي تعدها الوزارة سنويا لتوعية الحجاج. وتقدم الوزارة خدماتها التوعوية للحجاج ب 32 لغة عالمية عبر الكتاب والشريط والنشرات والأفلام التي أعدتها وكالات الوزارة المتخصصة ولجانها المتعددة وفروعها المختلفة، ويعلم منسوبو ودعاة الوزارة مكانة وأهمية وحجم توعية الحجاج، لذلك فهم يقومون بدورهم وفق الخطة المعتمدة على أكل وجه من خلال برامج مدروسة بعناية. إعلام احترافي • ما الذي تتضمنه الخطة التوعوية الإعلامية؟ الوزارة لديها القدرة في التعامل مع الإعلام واستخدامه بشكل علمي واحترافي خدمة للدعوة عبر وسائل الاتصال الجماهيري، وقد أيقنت من البداية أهمية الإعلام فتعاملت معه بما يحقق الوصول إلى العقول ومخاطبة القلوب وصولا للتوعية السريعة لإيصال المعلومة المبسطة بأقل تكلفة. والخطة التوعوية الإعلامية تتضمن سلسلة مترابطة من البرامج التلفزيونية والإذاعية الجديدة والمبتكرة، و850 محورا من الموضوعات التي تتعلق بمناسك الحج، تعالج الكثير من المسائل الفقهية والعقدية والتربوية والأخلاقية، التي تحتاج للتوضيح والشرح لتصبح معلومة واضحة ومفهومة للحاج، حيث أنتجت برامج توعوية يتم بثها عبر 84 قناة فضائية، شارك في إنتاجه فريق عمل يقرب من 90 فنيا ومصورا ومخرجا، تصاحبها استطلاعات رأي لمشاهدين زاد عددهم عن 1200 مشاهد. رفع الحرج • فقه النوازل وقواعد التيسير بدأت الوزارة بهما قبل عدة أعوام، كيف سيكون تطبيقهما هذا العام؟ نحن ندرس ونتابع المتغيرات، ونتعامل معها وفق منهج شرعي مرتبط بسياسات شرعية، ومنها فقه النوازل في الحج، وعصرنا الحاضر يتطلب الاجتهاد الجماعي بعيدا عن الانفراد والرأي الشخصي. لقد طبقنا طوال الأعوام الماضية القواعد المتعلقة بالتيسير ورفع الحرج عن الحجاج، في ظل زيادة المشقة عن الحجاج بتزايد أعدادهم سنويا، خاصة كبار السن، وهذا يفرض ضرورة التعامل مع الحاج بما يساعده على معرفة الصواب دون التضييق عليه. ومن خلال متابعتي الشخصية لاحظت حرص غالبية الدعاة على التعامل مع الحجاج وفق قواعد التيسير بما يساعد الحاج على أداء فريضة الحج وفق المنهج النبوي، ونحن في الوزارة نقدر تلك الجهود من الدعاة، ونشكرهم على تعاملهم المميز والحضاري مع الحجاج بإيصال المعلومة مبسطة ومفهومة لكل حاج. • وكيف للداعية أن يطبق قواعد التيسير في تلك الحالة؟ عليه أن يستوعب تلك القواعد الفقهية، كي يتعامل مع السؤال المطروح عليه بشكل يتوافق مع الواقع الذي أمامه، ثم يستعرض هذا المفهوم مع قوله صلى الله عليه وسلم «خذوا عني مناسككم»، وبعد ذلك ستصبح النظرة للسؤال المطروح عليه واقعية، والجواب سيكون في مصلحة السائل، وهذا المطلب أصبح ضرورة في هذا الزمن الذي رصدنا فيه خللا في وسائل نشر العلوم الشرعية، خاصة ما يتعلق بالحج وأحكامه وواجباته. وزارة الشؤون الإسلامية أدركت ذلك وتمكنت من غرس هذا المفهوم وهذا الفقه في أوساط دعاة التوعية في الحج، لقناعتنا بحرصهم على جانب التيسير الذي لا يخل بالحكم الشرعي. نصائح للدعاة • وبماذا تنصحون الدعاة العاملين في الحج؟ أقول لهم: عليكم الحرص على التيسير على الحجاج، خاصة أن نسبة كبيرة منهم يجهلون أحكام الحج وربما تجد بعضهم يكلفون أنفسهم بما لا يطيقون، تبادلوا الخبرات فيما بينكم، تعرفوا على ظروف الحاج وأحواله الصحية وقدراته البدنية والمالية قبل الرد على سؤاله، لا تفرض عليه حكما شرعيا لن يتمكن من تنفيذه فيقع في حيرة من أمره، احرصوا على الاجتهاد لرفع مستوى معرفة الحاج بأحكام المناسك والأنظمة والتعليمات، وتزويده بالمعلومات التي تعزز ثقافته بأحكام الحج، علموه ما يجعله يعرف ما ينبغي أن يفعله من أقوال أهل العلم. قد يسأل الحاج سؤالا في خطأ وقع فيه عن جهل أو نسيان للحكم، أو حصل على معلومة خاطئة من مصدر غير معلوم، أو فهم فهما خاطئا، ومن هنا يأتي أهمية التيسير في الأحكام، وعدم التسرع في الإجابة، والرجوع لفتاوى العلماء المعروفين والمعتدلين لنساهم في استقرار الحاج ذهنيا أثناء رحلته إلى الحج. دورات مكثفة • وماذا عن الدورات التدريبية التي تقدمها الوزارة لمنسوبيها العاملين في الحج؟ نحن حريصون على تطوير برامجنا التوعوية، ورفع قدرات دعاتنا ومترجمينا وموظفينا، ولذا نقعد سنويا دورات تدريبية مكثفة لزيادة خبرة الدعاة للتأثير على عطائهم نحو الأفضل بما يحقق استمرار أدائهم لرسالتهم وفق ما يتطلع إليه ولاة الأمر. وحريصون أيضا على رفع مستوى الأداء الدعوي، خاصة في مثل موسم الحج، من خلال التجديد في الشكل والمضمون والكم والكيف لجميع برامجنا، وتطويرها بما يوسع دائرة المستفيدين منها، ويعزز نشر العلوم الشرعية وفق منهج معتدل. نحاول من خلال تلك الدورات المكثفة رفع قدرات العاملين في الحقل الدعوي، واكتساب الخبرات واكتشاف الطاقات في قناعتنا بأهمية تطوير العمل الدعوي والعاملين فيه، ولذلك تجدنا نطالبهم باستخدام الوسائل العصرية لإيصال دعوتهم عبر كل الوسائل المملكة، خاصة وسائل الإعلام بلغات عدة.