أعلن معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ عن انطلاق البرامج التوعوية الإعلامية المخصصة لتوعية الحجاج . وأشار الوزير آل الشيخ إلى أن خطة الوزارة لتوعية الحجاج خلال موسم الحج في هذا العام 1430ه، تأتي في إطار السلسلة الشاملة أو المنظومة المتكاملة لجهود المملكة في خدمة الحجيج، وثمرة من نتائج التعاون المشتركة مع عدة جهات حكومية وجامعات وقطاعات وشركات أهلية ومؤسسات وأفراد سيكون لهم دور بارز في دعم تلك الجهود المباركة ، مشيرا إلى أن توعية الحجاج واجب إسلامي تقوم به المملكة خير قيام بتوجيهات من القيادة الحكيمة لخدمة ضيوف الرحمن منذ عهود وهي جزء من رسالة الوزارة وأحد أدوارها الرئيسية في خدمة ضيوف الرحمن . وأضاف الوزير آل الشيخ قبيل انطلاقة البرامج الإعلامية للتوعية الإسلامية في الحج: "نحرص على أن تكون خطتنا التوعوية متناسقة مع كافة الجهود المبذولة من قطاعات الدولة المختلفة التي تترجم توجيهات ولاة الأمر وفقهم الله من خلال تجنيد وتسخير وتوجيه كافة الإمكانات وجميع الطاقات والإمكانات المالية والبشرية والفكرية لتقديم الخدمات التوعوية والإرشادية لضيوف الرحمن بما يساهم في أداءهم المناسك بشكل صحيح وفي هدوء تام وسكينة شاملة ". وأوضح آل الشيخ أن أعمال الوزارة في الحج على قسمين: قسم يختص بتجهيز المساجد في مكةالمكرمة والمدينة المنورة ومنى وعرفات ومزدلفة والمواقيت وتوزيع المطبوعات والمصحف الشريف هدية خادم الحرمين الشريفين في المنافذ وغيرها، وتطويرأداء الدعاة والمترجمين والموظفين للتأكيد على استمرارهم في أدائهم لرسالتهم الموكلة إليهم وفق معايير حددناها بعناية ، ومن أبرز أهدافها إيصال المعلومات مختصرة ومبسطة ومفيدة بلغة الحاج على مدار الساعة ، مشيرا إلى أن تلك الأعمال تتنوع مابين الخدمات الدعوية والإرشادية منذ وصول الحاج إلى أرض المملكة وحتى مغادرته إلى بلاده بعد أداءه للمناسك في راحة وطمأنينة .. وهذه المرحلة خصص لتنفيذها عدد كبير من اللجان اللجان الشرعية والتقنية والفنية والإدارية المنبثقة عن اللجنة العليا للحج بالوزارة وهي الجهة المسئولة في الوزارة التي تخطط وتدرس وتبحث وتتابع مراحل الإعداد والتخطيط والتنفيذ لخطة الوزارة السنوية لتوعية الحجاج . وأشار الوزير آل الشيخ إلى أن الوزارة تضطلع إضافة لمهامها الدعوية بتوزيع هدية خادم الحرمين الشريفين على الحجاج من المصحف الشريف، وتوزيع ملايين من الكتب والأشرطة والأفلام والوسائل الدعوية التي تم إعدادها عبر وكالات الوزارة المختلفة ليستفيد منها الحجاج بأكثر من 32 لغة عالمية، إضافة إلى البرنامج الدعوي الإعلامي الكبير والمتميز عبر الوسائل المرئية والمسموعة والمقرؤة الذي نجحت الوزارة في إعداده وتقديمه وإخراجه عبر وسائل الإعلام المختلفة.. مؤكداً أن الوزارة تدرك أهمية وسائل الإعلام وأهمية تحسين الأداء وتنوعه وتطويره وتحرص على هذا الجانب المهم ولذلك قامت بتوفير واستخدام مجموعة من الوسائل العصرية لتساهم في إيصال المعلومة في أسرع وقت ممكن عبر وسائل الإعلام المختلفة بلغات متعددة وطرق مبتكرة وغير تقليدية ، وتتطلع إلى أن تكون أعمال التوعية الإسلامية في الحج متجددة وفق برامج متطورة وعصرية يحرص على وجودها ولاة الأمر حفظهم الله . وطالب الوزير آل الشيخ جميع الدعاة في الحج بتوخي التيسير ورفع الحرج عن الحجاج، والتزام الوسطية في إصدار الفتاوى، وأن يكونوا مرشدين لضيوف الرحمن وقريبين منهم بما يحقق لهم الحج المبرور، ميسرين عليهم لا معسرين، عارفين بظروف كل حاج وأحواله الصحية وقدراته البدنية والمادية حتى لا يحملوه ما لا يطيق ولا بد من تحديد مستوى معرفته بالمناسك والتعليمات حتى يزودوه بالمفيد وما يساعده على معرفة مالايعلم. وأشار الوزير آل الشيخ إلى أن الفقيه الذي يطبق قاعدتي "وما جعل عليكم في الدين من حرج"، و"المشقة تجلب التيسير"، إنما يطبق المفهوم الشامل لمعنى"خذوا عني مناسككم"، وهو مطلب مهم في هذا الزمن الذي أصبح العلم الشرعي فيه قليل وخاصة ما يتعلق بالحج واحكامه وواجباته رغم كثرة البرامج المعروضة ، موضحا أننا إذا استطعنا إيصال مفهوم هذا الفقه إلى الدعاة والمشاركين في الحج، فإننا بذلك ندعم حرص الدعاة على استخدام هذه القاعدة وهو مطلب شرعي مهم. وأوضح معالي الوزير صالح آل الشيخ بأن اختلاف أهل العلم في الحج وأحكامه كثير جدا، ومن هنا لابد من الأخذ بفقه النوازل في الحج في هذا الزمن الذي يكثر فيه الجهل بالأحكام والواجبات والتي تتطلب مزيداً من الاجتهاد الجماعي من أهل بالعلم. وقال آل الشيخ موجها حديثه للدعاة في الحج: "إذا كان الحاج في حيرة من أمره في مسألة ما وغيرها من الضروريات التي يحتاج لمعرفتها كغيره من المسلمين فلا تشددوا عليه في الحكم، لأنه ربما يكون قد وقع في الخطأ، وقد يكون ذلك حصل منه عن جهل أو وقع في ذلك عن طريق النسيان، أو من خلال حصوله على معلومات فيها خلل، فيقع في الخطأ بسبب تلك المعلومة الخطأ" وهنا لابد من التيسير في الأحكام وعدم الاستعجال والرجوع لفتاوى العلماء المعروفين والمعتدلين. ورفع الوزير آل الشيخ الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهد، وسمو النائب الثاني حفظهم الله على ما يولونه من اهتمام وعناية ورعاية بضيوف الرحمن لا يمكن وصفها إلا بالعمل الصالح في الدولة الصالحة ، وما تبذله المملكة من جهد ومال لخدمة الحجاج هو عمل جليل تم بتوفيق الله تعالى لهذه القيادة الرشيدة ... مختتماً حديثه بالإشادة بما تقدمه قطاعات الدولة والقطاع الخاص من خدمات جليلة ومتكاملة ومترابطة لضيوف الرحمن مطالباً الدعاة في الحج ببذل المزيد من الجهد لتوعية الحجاج وفق المنهج المعتدل والتركيز على قاعدة المشقة تجلب التيسير والتعاون والتنسيق مع قطاعات الدولة لتتكامل الأعمال وتتضافر الجهود لتقديم خدمة أفضل وأسرع على مدار الساعة وذلك بشكل دائم ومستمر.