أعلن وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ أمس انطلاق البرامج الإعلامية لتوعية الحجاج للموسم الحالي. وتضمنت الخطة، كما يشير الوزير آل الشيخ، توزيع ملايين الكتب والأشرطة والأفلام والوسائل الدعوية التي تم إعدادها عبر وكالات الوزارة ولجانها بأكثر من 30 لغة، إضافة إلى البرنامج الدعوي الإعلامي بالتعاون مع عدد كبير من القنوات الفضائية، والوسائل التقنية، والأشرطة المسموعة «وهو ما نجحت الوزارة في التعامل معه باحترافية واستخدامه وتطويعه لخدمة الدعوة وإخراجه عبر وسائل الإعلام المختلفة». وأكد آل الشيخ أن وزارة الشؤون الإسلامية أدركت أهمية الاستفادة من وسائل الإعلام خاصة بعد التجارب الناجحة خلال السنوات الماضية، فتعاملت معها بإيجابية كاملة، واستخدمتها لإيصال المعلومة المبسطة والسريعة، مع التركيز على دعم جوانب تطوير الذات، وتحسين الأداء والقدرات، وتنويع الإنتاج والبرامج. وأوضح أن الخطة تنطلق من محاور أساسية في حلقات مترابطة من البرامج والمحاور والمسارات المتوازنة، انبثقت عن خطط وجهود قطاعات سخرت طاقاتها لخدمة ضيوف الرحمن، موضحا أن البرامج التوعوية للحجاج تسير وفق مسارات متعددة، أهمها: تجهيز المساجد في مكة والمدينة والمشاعر المقدسة والمواقيت المنافذ، وتوزيع هدية خادم الحرمين الشريفين من المصحف الشريف عند مغادرة ضيوف الرحمن، والمطبوعات الإرشادية بالمناسك عند قدومهم، وتوعيتهم عبر برامج التوعية المباشرة، مثل: خطب الجمعة، المحاضرات، الدروس، الندوات في أحياء مكة والمدينة وحول الحرمين الشريفين من خلال مراكز التوعية المنتشرة في جميع المواقع التي يتواجدون فيها. وأكد آل الشيح حرص وزارته على العمل بمبدأ التطوير في البرامج، وتأهيل الدعاة والمشاركين في التوعية، لإيصال الرسالة التوعوية وفق ما يتطلع إليه ولاة الأمر الذين يحرصون على تطوير أداء مقدمي الخدمات، مشيرا إلى أنها تسعى لإيصال المعلومة مختصرة ومبسطة ومفيدة وواضحة ومفهومة للحجاج بلغاتهم، عبر وسائل متعددة يمكنهم الحصول عليها على مدار الساعة، في المكان الذي يتواجدون فيه قبل وبعد وصولهم وحتى مغادرتهم. وطالب الدعاة أن يكونوا على دراية ومعرفة بظروف الحاج وأحواله الصحية وقدرته البدنية والمادية، والتيسير على الحجاج في الرد على فتاواهم، موضحا أن الوزارة تمكنت من التعامل بواقعية مع فقه النوازل في الحج. وأضاف آل الشيخ: «نحرص أن تكون خطتنا وبرامجنا لتوعية الحجاج مواكبة للتطور السريع في جميع مؤسسات الدولة، ومن هذا المنطلق وجهنا جميع الوكالات واللجان والفروع والمسؤولين بضرورة أن تكون أعمالنا متوافقة مع خطط بقية قطاعات الدولة ومكملة لها، والتفاعل معها بما يحقق التكامل والدعم والترابط مع مختلف الخدمات». وقال آل الشيخ: «إن الداعية عندما يطبق القواعد الفقهية أثناء أدائه مهمته وقيامه بدوره في توعية الحجاج، ينبغي عليه أن يقرأ كثيرا وبعمق، ويبحث في النصوص الشرعية والقواعد والأحكام الفقهية المهمة، مثل: (ما جعل عليكم في الدين من حرج)، المشقة تجلب التيسير، وعندما يفهم معانيها بوضوح وفق المفهوم الشامل لمعنى (خذوا عني مناسككم)، سوف يصب ذلك في مصلحة الحاج وتصبح نظرته للسؤال في مصلحة الحاج، وهذا مطلب مهم في هذا الزمن الذي نرصد فيه الخلل والإشكالات في مصادر نشر العلوم الشرعية والمعلومات، خاصة ما يتعلق بالحج وأحكامه وواجباته، ورغم كثرة البرامج المتاحة والمشاهدة والمسموعة والمقروءة ما زلنا نتطلع للمزيد من تبسيط للكلمة، وهي جزء من المعلومة لتصبح متكاملة ومفهومة، وقد أدركت الوزارة ذلك وبادرت لإيجاد الحلول المناسبة والموافقة للدليل الشرعي من القرآن الكريم والسنة النبوية ومن كلام العلماء المعتبرين، وتمكنت من نشر هذا المفهوم بين أوساط الدعاة المشاركين في الحج وأئمة وخطباء المساجد، انطلاقا من دورها وقناعتنا بحرص الدعاة على جوانب التيسير في الحج الذي لا يخل بالحكم الشرعي ويدعم استقرار مسيرة الحج والحجاج ويصب في مصلحة الحاج»، مشيرا إلى أن الوزارة تمكنت من التعامل بواقعية مع فقه النوازل في الحج، خاصة في هذه المرحلة التي تتطلب مزيدا من الاجتهاد غير الفردي من العلماء وطلبة العلم ونجحت في دعم هذا المسار بشكل ملحوظ. وقال آل الشيخ: «إن الجهود المتواصلة التي تقدمها المملكة لضيوف الرحمن هي جزء من الواجب والمسؤولية الكبيرة التي وفق الله بها أهل هذه البلاد، وأعان ولاة أمرها القيام بها، وما نراه اليوم من المشروعات المبهجة والخدمات المبهرة في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وكل ما يتصل بخدمة الحجاج والمعتمرين يأتي كثمرة للجهود الكبيرة لدولتنا المباركة، وهي دليل واضح وعلامة بارزة من علامات التوفيق والنجاح التي تؤكد عناية المملكة بخدمة ضيوف الرحمن»، رافعا شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك، وولي عهده، والنائب الثاني على ما يبذلونه من جهد وعناية فائقة ورعاية شاملة لضيوف الرحمن.