تعيش دول العالم العربي والإسلامي مراحل انتقالية في تطوير نظمها المعرفية والعلمية وأبحاثها العلمية منطلقة من بذل جهودها في مختلف الأصعدة لإنجاح عملية الانتقال التطويري إلى مرحلة تواكب إطلالة القرن الواحد والعشرين وذلك لتحقيق المشروع المجتمعي والارتقاء بأحوال الباحثين والطالب لينعكس ذلك على نمو المعارف في جميع منظومة المجتمع الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية، وقد حظي التعليم من بين تلك الاهتمامات حيث فتحت ورش من الحوار ومقترحات الإصلاح في إعادة هيكلة معارفه وتنمية كوادره، حيث افتتح المؤتمر الإسلامي لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي في الدول الإسلامية في دورته الاستثنائية التي أشار فيها وزير التعليم العالي إلى أهمية المؤتمر كونه في إعداد خطة لدراسة الموضوعات والقضايا التي تهم التعليم العالي والمؤشرات الرئيسية وأداء دورها في الجامعات لأن هذه القواعد والأصول المهمة تسهم إسهاما فاعلا ولها تأثير قوي في تطوير وأداء مستويات التعليم العالي في دول منظمة التعاون الإسلامي. وإذا كان النمو التطويري لمؤسسات التعليم العالي في الدول الإسلامية ينمو ويمر بمراحل متعددة في إدخال المنظومات المعرفية التي تؤهل مخرجاته إلى متغيرات تقدمية في مجتمعات الدول الإسلامية فإنه يحسن التسابق المحمود القائم إلى خطط مدروسة تؤدي إلى مزيد من حسن الأداء المتقن بالجودة وإخراج خبرات مؤهلة تغذي تبادل بشري معرفي بين الدول الإسلامية والدول الغربية وإذا كان عالمنا العربي والإسلامي يمر بأوضاع ومتغيرات قلقة فإن الأمر يستوجب البحث والاستقراء لإيجاد حلول ومخارج آمنة لتشتل الأمة المؤثرة والتي تخيم على تنمية المجتمعات الإسلامية في أمنها الفكري واستقرارها التنموي وإن هذا المؤتمر الذي دعا ويدعو إلى سرعة العمل في تطوير منظومة الجامعات في عالمنا العربي والإسلامي وتحديث أدائها الفاعل الذي يعكس على مجتمعاتها مخرجات الجودة وبناء المجتمع المعرفي التنويري المتطور لتعيش الأجيال في عصر يلائم الانفتاح وترسيخ قواعد المجتمع المعرفي الهادف البناء فتواصل مؤسسات التعليم العالي ومد جسور التعاون ومحاكاة تجارب الأمم في الابتكار وتطوير أداء البحث العلمي والسعي نحو التميز في مجال البحث والابتكار لخدمة الأمة العربية والإسلامية واستثمار مواردها وطاقاتها في حقول العلم، والطب، والهندسة، والطاقة، يؤكد الهدف السامي والنبيل الذي دعت إليه في هذا المؤتمر أجندة وزارة التعليم العالي، وبعد: فإن المؤتمر الاستثنائي لوزراء التعليم العالي الذي استضافته المملكة وفاعلياته المتميزة مؤشر كبير في تحريك التقدم العلمي المعرفي وتطوير أداء البحث العلمي والتعاون الجامعي للدول لتصل تحسينات أداء جامعاتها في الوطن الإسلامي إلى العالمية ورفع أدائها لتضاهي الجامعات الغربية من حيث الجودة والاعتمادات الأكاديمية والتميز البحثي في ترتيب تصنيف الجامعات. د. حسن بن محمد سفر.. أستاذ السياسة الشرعية والأنظمة المقارنة عضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي