شدد المشاركون في المؤتمر الإسلامي الخامس لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي الذي انعقد بماليزيا تحت عنوان «ترسيخ ثقافة الجودة في الميدان الأكاديمي والبحث والابتكار من أجل ازدهار الأمة” على ضرورة البحث العلمي في تطوير المعرفة والنهوض بالتكنولوجيات ونظم الابتكار الوطنية من أجل تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية والتصدي لمختلف التحديات، التي تواجه الدول الأعضاء مثل الفقر والجوع وسوء التغذية والأوبئة وتدهور البيئة وتراجع حجم الموارد الطبيعية والنقص الحاد في الطاقة والمياه. جاء هذا الإعلان من المشاركين في المؤتمر استنادًا إلى القرارات الصادرة عن الدورات السابقة للمؤتمر الإسلامي لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي، حيث أكد المجتمعون إدراكهم للتحديات التي تواجهها الدول الأعضاء في مجالات التعليم العالي والعلوم والبحث العلمي والتكنولوجيا والابتكار، واستشرافهم لأهمية هذه المجالات في تحقيق التنمية والتقدم والازدهار في إطار القيم الإسلامية السامية والمحافظة على تراث الأمة الإسلامية المجيد، وإدراكهم أيضًا للجهود التي تبذلها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو” في مجال التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا، التي تؤكدها جودة الوثائق والبرامج والاستراتيجيات والتقارير المقدمة إلى الدورة الحالية للمؤتمر. ثقافة الجودة دعا المشاركون في المؤتمر جميع الدول الأعضاء إلى الارتقاء بمستوى الأداء فيما يتعلق بترسيخ ثقافة الجودة ومواصلة العمل الجاد لتحقيق أفضل النتائج اعتبارًا لاتساع حقول المعرفة ورحابة آفاقها، وتسخير مختلف الموارد والقدرات للنهوض بثقافة الجودة في المجالات الأكاديمية والبحثية والابتكارية ورفع التحديات المستجدة والتفاعل الإيجابي مع العولمة والمضي بالأمة قدمًا على درب الرقي ومواكبة التقدم الحاصل في العلوم والتكنولوجيا على المستوى العالمي.وحث المجتمعون الدول الأعضاء على اتخاذ تدابير عاجلة من أجل وضع سياسات وقوانين كفيلة بتسريع وتيرة اكتسابها للقدرات في مجال التكنولوجيات الناشئة والمتطورة، وإيلاء الاهتمام لتنمية نظمها الوطنية للابتكار، وثقافة حقوق الملكية الفكرية وحضانة التكنولوجيا، واكتساب التكنولوجيا وإنشاء مؤسسات للاستشراف والدراسات المستقبلية والاستراتيجية، بالإضافة إلى إشراك القطاع الخاص والمؤسسات الصناعية في الابتكار التكنولوجي. جيل من العلماء وطالب المؤتمر الجامعات ومعاهد البحث إلى تعزيز التكوين في مجال العلوم الكفيلة بالتصدي للاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية في الدول الأعضاء، وحثها على إعداد جيل جديد من العلماء المتخصصين الأكفاء القادرين على تمكين بلدانهم من مواكبة المستجدات وحل المشكلات، وجعل ذلك جزءًا مهمًا من برامجها البحثية واستراتيجياتها المستقبلية. والدعوة إلى تكثيف الجهود من أجل تحويل اقتصادات الدول الأعضاء إلى اقتصادات قائمة على المعرفة، وذلك باعتماد خطط عمل وسياسات عاجلة ومدروسة تهدف إلى تعزيز البنية التحتية للمعرفة، وتتوخى وسائل متنوعة من بينها التوعية بأهمية المعرفة العلمية والابتكار التكنولوجي، وتشجيع التواصل بين وسائل الإعلام والأوساط العلمية من أجل التعريف بالمستجدات في مجال الاكتشافات العلمية وتعزيز الوعي بأهميتها. وحث جامعات العالم الإسلامي على تطوير أدائها بما يمكنها من تحقيق التميز في التعليم العالي، وملاءمة إجراءاتها وآلياتها مع المعايير والمواصفات الدولية من خلال الاهتمام بمؤشرات الأداء الرئيسة، والارتقاء إلى مصاف الجامعات المتميزة على المستوى العالمي. وإدراك حجم الإمكانات الاقتصادية الهائلة التي تنطوي عليها تكنولوجيا النانو وقدرتها على حل أصعب التحديات التي تواجه الدول الأعضاء. النانو وأطلس العلوم وشدد الأعضاء على ضرورة اعتماد التدابير والآليات الإجرائية الكفيلة بتسريع وتيرة امتلاك ناصية علوم وتقانات النانو، بما في ذلك تخصيص مزيد من الاعتمادات المالية للارتقاء بالبحث العلمي في مجال تكنولوجيا النانو وإيلاء العناية اللازمة لبناء القدرات والموارد البشرية وتكوينها من أجل تكوين نخبة من العلماء والمختصين العاملين في مجال تكنولوجيا النانو، واتخاذ الترتيبات المؤسسية على الصعيد الوطني لتوفير منتجات تكنولوجيا النانو، لا سيما على مستوى المؤسسات الجامعية ومعاهد البحث والتطوير والمؤسسات المالية ومجمعات التكنولوجيا. ودعا المؤتمر أيضا إلى التعجيل بإعداد تقارير وطنية في إطار مشروع “أطلس العلوم والابتكار في العالم الإسلامي” والتشديد على أهمية الاستناد إلى هذه التقارير في وضع السياسات ذات الصلة وتنفيذ الخطط الوطنية والدولية وتقييم الاحتياجات المستقبلية. كما دعا إلى وضع آليات لعمل مشترك بين الدول الأعضاء من أجل تمكين المرأة في مختلف التخصصات العلمية والتكنولوجية، وتفعيل حضورها في جميع مسالك التعليم العالي والبحث العلمي. وأشاد الحاضرون بجهود مركز الإيسيسكو لتعزيز البحث العلمي في مجال تعزيز البحث العلمي وتطوير الدراسات العلمية والتقنية في الدول الأعضاء، وتقديم المساعدة لمؤسسات البحث العلمي ومراكز التميز في العالم الإسلامي. تعزيز البحث ودعا المجتمعون الدول الأعضاء والجهات المانحة إلى التعاون مع مركز الإيسيسكو لتعزيز البحث العلمي من أجل مساعدته على تعزيز جهوده ومواصلة الاضطلاع بمهامه. وتقدير حرص الإيسيسكو على مواصلة عملها في مجال تشجيع الطاقات العلمية في العالم الإسلامي، وتخصيص جوائز الإيسيسكو في مجالات العلوم والتكنولوجيا، والتأكيد على ضرورة منح المزيد من التحفيزات للعلماء والباحثين والمهندسين في الدول الأعضاء، وخاصةً من فئة الشباب، وتمكينهم من شق مسيرتهم العلمية على أساس راسخ داخل بلدانهم، بما يساعد على الحد من هجرة الأدمغة من دول الجنوب إلى دول الشمال. كما دعا المؤتمر إلى تفعيل مبادئ التضامن والتكافل لتعزيز التعاون والربط الشبكي بين المؤسسات العلمية والتكنولوجية والعلماء في العالم الإسلامي، وإحداث مراكز إقليمية وشبكات للتميز تضطلع بدور محوري في الارتقاء بالمعارف العلمية وتطبيقاتها.