رأى طبيبان مختصان أن أمراض المهن تطال الموظفين حسب طبيعة ونوع العمل، مشيرين ل «عكاظ» إلى أن هناك أمراضا يشترك فيها الغالبية العظمى من الأفراد حتى لو كانت طبيعة أعمالهم مختلفة. المختصون شددوا على ضرورة ممارسة تمارين الاسترخاء لتخفيف حدة التوتر وتنشيط العقل وخصوصا مع تزايد ضغوط العمل اليومية التي لا تساعد الكثيرين من التخلص منها وما ينتج عنها من إرهاق بدني وذهني حتى بعد انتهاء مواعيد العمل والعودة إلى المنازل، وباعتبار أن القلق النفسي عامل مشترك بين معظم الأفراد. القلق النفسي اعتبر استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد أن القلق النفسي عامل مشترك بين جميع الموظفين، مبينا أن القلق الذي يصيب الفرد نوعان الأول طبيعي والثاني مرضي ويستوجب التدخل الدوائي، فالقلق الطبيعي هو ما يتعرض له كل منا بمعنى أن الشخص قد يتعرض له قبل إنجاز مهمة ما وفور الانتهاء منها يرتاح نفسيا، فهذا القلق طبيعي ولايدعو لزيارة الطبيب، وأفضل طريقة لمواجهة هذا النوع من القلق هو ممارسة تمارين الاسترخاء وهي عديدة وبإمكان الاستفادة من المواقع الإلكترونية في هذا الجانب، أما القلق المرضي فهو نوع يحتاج إلى التشخيص ودراسة الحالة وتحديد العلاج اللازم. وأضاف: «من خلال مؤشرات التقارير الطبية المحلية والعالمية المختلفة تبين أن هناك أمراضا مشتركة يتعرض لها الموظفون في مختلف وظائفهم، فنجد أن التقارير الطبية المختلفة أشارت إلى أن 30 في المائة من المدرسين والعسكريين الميدانيين والجراحين والحلاقين يتعرضون لدوالي الساقين نتيجة وقوفهم لفترات طويلة، بينما يتعرض 50 في المائة من الطيارين إلى اضطرابات الساعة البيولوجية وفقا لطبيعة رحلات سفرهم، ويتعرض 35 في المائة من الصحافيين إلى القلق والتوتر لطبيعة عملهم في مواكبة الأحداث الصحافية والعمل الميداني وتحرير المواد الصحافية وهو ما يتطلب التركيز وشدة الانتباه، ولوحظ أن 30 في المائة من سائقي الحافلات والليموزينات وموظفي المكاتب يتعرضون للبواسير نتيجة الجلوس الطويل لفترات متباعدة وعدم الحركة خلال ساعات العمل، كما تبين أن 15 في المائة من عمال الطلاء (البوية) يتعرضون لأمراض الرئة». الدكتور الحامد خلص إلى القول: «إن مواجهة المعطيات السابقة يتطلب اتخاذ كافة الوسائل الوقائية التي تجنب التعرض إلى هذه الأمراض ومنها ممارسة تدريبات الاسترخاء لتجنب القلق، عدم الجلوس لفترات طويلة ومتواصلة والمشي والحركة بين فترة وأخرى، عدم الوقوف لساعات متواصلة وأخذ قسط من الراحة بين حين وآخر لتجنب التعرض لدوالي الساقين، وعلى مستوى العمل تهيئة البيئة الصحية المناسبة التي توفر الأجواء النقية والصحية للموظفين، توفير كافة وسائل السلامة المهنية في المؤسسات والشركات». اضطرابات النوم وفي سياق متصل، أوضح استشاري طب الأمراض الباطنية والصدرية واضطرابات النوم الدكتور أيمن بدر كريم في مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني، إن الطيارين والطبيبات والأطباء والمناوبين أكثر عرضة لاضرابات النوم نتيجة طبيعة أعمالهم التي لا تتفق مع الساعة البيولوجية المحددة، مبينا أن أعراض إضرابات النوم في أغلب الأحيان تكون غير دالة على اضطراب في النوم بصفة خاصة مثل زيادة الإرهاق والإعياء السريع وزيادة النعاس أثناء النهار، إلا أن الإحساس بالصداع وعدم الارتياح عند الاستيقاظ والنعاس القهري أثناء النهار هو من أهم الأعراض التي قد تلازم الفرد. ونبه الدكتور كريم إلى أن إعطاء الجسد كفايته من النوم يجنب الكثير من مشكلات اضطرابات النوم، حتى في حالة استمرارية اختلاف إيقاع الساعة البيولوجية، وضرورة تجنب كل ما يؤدي إلى الشعور بالأرق حتى لا تصبح الحالة مرضية وتستوجب التدخل العلاجي. الدكتور كريم نصح بتمارين الاسترخاء أثناء العمل لتجنب التوتر والقلق، وضرورة الابتعاد عن كل ما يؤثر على الصحة المهنية.