وسط أجواء ساحقة في العالم العربي للشخصية القيادية «مدنيا» وللمرأة خاصة، يعد فوز أول سيدة عربية بجائزة نوبل للسلام مرتبط «للأسف» بالأبعاد والأنشطة السياسية وهذه مفارقة، نرحب ونحتفي بفوز الزميلة توكل كرمان.. ونذكر أن التهميش طال إنتاج وجهود المرأة العربية وصولا إلى إزهاق كل ما يمكن أن يبرز من إنجازات مع الإصرار على دفنها وكأنها عدو مبين، وهذا توجه يشهد عليه التاريخ. يؤكد هذه المعلومة غيبوبة التدوين والتوثيق، وعدم طرح المرأة النموذج، تستدعى سيرتها للاستشهاد بدعمها للرجل في مسيرته وليس نتيجة تميز المرأة أو استحقاقاتها!.. «ملف التمكين السياسي للمرأة العربية متباين وهو تمكين شكلي وليس حقيقيا»، المرأة على مستوى التنمية و «القطاع الخيري» و «العلوم من اختراعات وابتكارات وإنجازات طبية وعلمية» مبهرة ومتفوقة، لكنها غيبت وكان هناك محاولات لطمرها، ونذكر منها اغتيال الدكتورة سامية ميمني.. وعندما تصعد فتاة أو سيدة وصولا إلى «نوبل» من بوابة السياسة، هذا تكريس لصورة ذهنية جديدة ترسم لتضع المرأة «القدوة» في منطقة لم تدعم فيها يوما، وإن دعمت نسبيا ستوضع العراقيل بلا حدود أمامها رغم تفوقها الدراسي وتحصيلها العلمي، وقيادتها قطاع التنمية والتخفيف من حدة فقر المرأة على مستوى العالم. كم توكل بيننا لم تكتشف، دفنت إنجازاتها وطمرت ولم توثق، ولم يتم مكافأتها أو تكريمها على الأقل، توفيت وهي تشعر بالنفي والنبذ والإقصاء. يحمل فوز الناشطة الإعلامية توكل كرمان رسائل مهمة للمرأة وغيرها، انطلاقا من كونها «لم تتجاوز الثانية والثلاثين من العمر، أم لثلاثة أطفال، تنشط على رأس منظمة صحافيات بدون سلاسل». •• إن فوزها بمثابة رسالة للأمهات المنتحبات المصممات على أن الأمومة عائق من المشاركة في تحمل المسؤولية الاجتماعية تجاه قضايا تهم المجتمع في شكل عام، في حين أن الأمومة أهم ما يلهم المرأة لتكون قائدة وليس كما يضخه الكثيرون في وعيها، وإنها تصنع القادة فقط، فاقد الشيء لا يعطيه.. أليس كذلك. •• إن الإعلام سلاح مهم للغاية ولا مكان فيه للدخيلات، وبتحمل المسؤولية الإعلامية تصنع الشخصية القيادية لتساهم في التغيير ولا تكتفي بالتفرج، واتخاذ فعل «السلبية» والتخلي عن الشراكة والمساهمة في إثراء الحراك الاجتماعي «ولو» تنويريا. •• إن الشباب مؤثرون في المجتمع حتى لو كانوا بلا مناصب ولا دعم، ويستطيع من يقرر منهم إحداث التغيير والفرق ورفع راية «المسؤولية الوطنية أولا»، أن يحقق لوطنه الشيء الكثير إذا ما وعى أن الوطن وأمنه ووحدته «أولا» وفوق أي اعتبار. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة