اليمنية السمراء الموغلة في التحدي والضاربة عرض الحائط بنعومة الأنثى وانكسارها، ذات الوشاح الساتر.. والحنا اليمنية المخضبة بعرق الصبر والكفاح.. خرجت من الخفاء.. والخباء وأصبحت على كل لسان بعد أن فازت بجائزة عالمية بارزة ويصفق لها المصفقون في أنحاء الأرض.. ويتمنى الحصول عليها البارزون العرب أكثر من غيرهم الأجانب!. كيف وصلت «نوبل» إلى «توكل كرمان».. وجعلتها المرأة العربية الأولى التي تفوز بجائزة نوبل للسلام!!، نظرا «لنضالها كما تقول الجائزة السلمي من أجل ضمان الأمن للنساء.. وحقوقهن»!!، فهل حقا كانت توكل تعمل للنساء أم للثورة في وطنها الأم؟!.. وذلك بناء على تصريحها الذي لف العالم كله، والذي تقول فيه «هذه الجائزة انتصار للثورة اليمنية.. ولسلميتها»!!، وتقول «إن الجائزة اعتراف من المجتمع الدولي بهذه الثورة وحتمية انتصارها»، فلماذا الاختلاف بين ما تقوله توكل عن فوزها وما تقوله نوبل عن جائزتها الممنوحة لها؟، هل تتستر «نوبل» ولا تريد الاعتراف بتوجهاتها السياسية، هل تريد أن تقنع العالم أنها تمنح جائزة السلام بلا تأثير عليها من أحد ودون أن تتأثر هي بأحد؟!، هل تريد خلع التحيز والتعصب باستعمال «توكل»؟!!، ألم يسبق «توكل» نضال عربي يستحق جائزة وامتنعت عنه نوبل لأنه يتعارض مع مصالحها ومع توجهاتها!!؟، مثل هذه الأمور لا يغطيها منخل وإن غابت عن الأذهان بعض الوقت تظهر باقي الوقت!، ونوبل اليوم تريد أن تلعب دورها بطريقة احترافية، فهي لا تحرض الثورات ولا تعترف بميولها السياسية لكنها تمارس بذكاء خبيث دورا في الأرض يتم وراء الكواليس، لكنه مؤثر على المسرح وأمام المشاهدين!!!، وتستحق التحية على هذا الذكاء، لكن لا ينبغي أن تستسلم لشعورها بأن كل العرب أغبياء!!!، وعموما يمكنني القول.. قبل أن تأتي نوبل صاغرة إلى «توكل» في اليمن لم يكن الإعلام العربي يسلط الضوء عليها ولم يكن اسمها يدخل ضمن النشرات الإخبارية، ناهيك أن تكون معروفة لدى المثقفين العرب أو المواطنين العرب.. بينما عرفتها «نوبل» وجاءتها على غير انتظار!، والبعض وأنا منهم قد يرى أن الأفضل من جائزة نوبل هو جهودها المخلصة في البحث والتنقيب عن الفائزين المستحقين ولا تكتفي بالبارزين فتجعل بجهودها الخاصة من المجهول معلوما ومن المغمور مشهورا وتغوص في الأرض إلى أن تجد الدرر المكنونة ولو في الأعماق الخطرة والمخبأة، في حين أن الجوائز العربية تفتقر إلى هذا الدأب في البحث الجاد والتنقيب المستمر، وتنتظر إلى أن يأتيها طالبوها وفي أيديهم أعمالهم علهم يحظون بالتفاتتها الكريمة!!، وعندما تحجب بعض الجوائز العربية فليس دائما السبب أنها لم تجد مستحقين لها يفوزون بها بل لأنها لم تبحث عنهم كما يجب!!، ومؤشر فوز «توكل» المرابطة اليمنية الصابرة والصارمة في مواجهة التهميش والتحقير يدل أن هذا التوقيت من عمر الأرض تجري رياحه لصالح المرأة على مستوى العالم، فالرياح تجري كما تشتهي سفنها!!، أي سفن المرأة فهل نأخذ الأمر على ظاهره ونصفق أم أن وراء الأكمة ما وراءها فلنحذر؟!!. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة