استنفد سكان حي الحمدانية شمالي جدة، كافة الجهود في محاولة لإعادة صك شرعي لموقع مخصص لبناء مسجد، استولى عليه مواطن يدعي أنه (فاعل خير) ويرغب في بناء المسجد على حسابه الخاص، وبموافقة من فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، التي لم تعمل حتى الآن على اتخاذ إجراء صارم تجاه فاعل الخير (المزيف) رغم شكاوى السكان المتكررة. ورغم مضي ثلاث سنوات على استيلاء المواطن على الصك وكافة الأوراق الثبوتية الخاصة بموقع تتجاوز مساحته أربعة آلاف متر مربع مخصص لإنشاء مسجد ومرافق خدمات عامة في حي الحمدانية شمالي جدة، ما زال الأهالي يأملون في أن تعمل الجهات المعنية على اتخاذ قرار صارم إما يلزم (فاعل الخير) على بناء المسجد وفق تعهده بذلك، أو إعادة الصك لفرع الأوقاف، وبالأخص في ظل وجود العديد من فاعلي الخير الراغبين في بناء المسجد، إلا أن تعذر حصولهم على الصك منعهم من ذلك. وألتقت «عكاظ» أمس في حي الحمدانية بعدد من سكان الحي، أوضحوا أنهم استنفذوا المحاولات كافة دون جدوى، رغم مخاطبتهم المستمرة لمسؤولي الأوقاف، الذين لم يعملوا ما يمكن أن يساهم في إيجاد حل لهذه المشكلة. وأوضح صالح بن أحمد الزهراني من سكان حي الحمدانية أنه يقطن الحي منذ أربع سنوات، ولا يوجد به مسجد، رغم تخصيص موقع لبنائه، إلا أن ما قام به المواطن (ن.ع) من استيلاء على الصك ورفضه التام لإعادته أو استكمال بناء المسجد، حرم سكان الحمدانية من الصلاة بالقرب من منازلهم، أسوة بالأحياء المجاورة التي شيدت فيها المساجد. من جهته، قال نهار الحازمي من سكان الحمدانية إن (فاعل الخير) عمل على حفر الموقع المخصص لبناء المسجد، ولم يعمل على استكماله دون معرفة الأسباب الحقيقية، رغم تأكيداته لهم بتخصيص ميزانية كافية لإنشائه، طالبا منهم الانتظار عاما ونصف العام، ليستأنف عملية البناء. بدوره، اعتبر عبد العزيز الغامدي من سكان الحمدانية أن الوضع الراهن للموقع بات يشكل خطرا جسيما على سكان الحي ومرتاديه، في ظل سقوط عدد من الأشخاص داخل الحفرة التي لم تستكمل بعد وإصابتهم بجروح خطيرة، مضيفا «لا نعرف ما الأسباب التي دفعت بفاعل الخير إلى عدم استكمال البناء أو إعادة الصك». واستغرب سكان الحمدانية من تجاهل فرع وزارة أوقاف جدة للوضع دون التحرك، حيث دعتهم إلى التفاوض مع المواطن إما لإعادة الصك، أو استكمال البناء في أسرع وقت ممكن. وأكدت ل «عكاظ» مصادر عاملة في أوقاف جدة رفضت الكشف عن هويتها، عدم علمها بهذه المشكلة، موضحين أن الأوقاف يقتصر دورها على الإشراف على المسجد، وتعيين الإمام والمؤذن بعد الانتهاء من بنائه، وليست لها سلطة على أي من الأطراف سواء المواطنين أو فاعل الخير. من جهتها، أوضحت مصادر في أمانة جدة أن دور الأمانة يقتصر على مراقبة الموقع للتأكد من عدم تحويله إلى استخدامات أخرى غير المحددة في التنظيم الأساسي للمخطط.