تهللت ملامح الوجه الإسرائيلي بالفرح وهو يسترق السمع إلى أخبار الفتنة التي نشبت في العوامية الأسبوع الماضي، فأخذت الصحف الإسرائيلية تبشر نفسها بوصول الربيع العربي إلى المملكة. يكفينا إدراكا لخطر اللعبة التي تمارس في العوامية أن نرى هذا الاستبشار الفرح بما حدث يكسو القلوب الإسرائيلية!! ولو كان في الأمر خيرا لبلدنا لما تهلل الوجه الإسرائيلي، بل لعلته قترة تعلوها قترة. هناك يد خارجية امتدت إلى الداخل فأشعلت الفتنة وتسببت في إثارة الفوضى. لكن هل الذنب ذنب تلك اليد وحدها؟ وليس بغريب أن تدخل وتعبث ما شاء لها العبث امتدادا لسياستها وأطماعها. إن كان ثمة لوم فلنلم أنفسنا نحن قادة الفكر والثقافة من سنة وشيعة، فنحن الذين تركنا أولئك الشباب بلا حصانة تبعدهم عن شباك الصائدين وتقيهم من عبث العابثين. وكما فرطنا في الشباب من قبل حين سلمناهم لأفاعي القاعدة يسقونهم سموم أفكارهم المدمرة، فرطنا في شباب العوامية وغيرهم من أبناء الشيعة حين تركناهم بلا رعاية ولا وقاية تقيهم من إغراءات الطعوم الممتدة إليهم عبر سنارات الفكر الخارجي المتدثر بدثار ديني يرقب الطرائد مسرورا وهي تلتقم الطعم واحدة إثر أخرى. الدثار الديني هو السلاح الأبرز لدى الطائفتين، السنية الإرهابية الكامنة في الرؤوس القاعدية، والطائفة الشيعية الكامنة في الحوزات المتطرفة والحاقدة تتربص لإيقاد الفتنة وإشعال الحرائق، إرضاء لمطامع ترجوها ومطامح ترنو إليها. وإذا كان الحديد بالحديد يطرق، فإن الحكمة تقتضي إيجاد تحالف ديني بين السنة والشيعة، يربط بين الطائفتين ويوحدهما ليواجه ما يحاك من شر يتربص بوحدتنا الوطنية وأمننا القومي. إني هنا أخاطب العقلاء من الزعماء الدينيين في الجانبين السني والشيعي، لنبذ ما بينهما من نفور والإقبال على المصالحة والاتحاد وضم الأيدي جميعها للقضاء على هذه الأفعى المتسللة بيننا لتنهش بأنيابها السامة عقول شبابنا وتطفئ بفحيحها ضياء بصائرهم. إن هؤلاء الشباب الطائشين والمندفعين في شطط خال من العقل والحكمة، هم في حاجة كبيرة إليهم، هم في حاجة إلى من يحميهم من أنفسهم وأفكارهم الضالة، وفي حاجة إلى من يشعرهم أنهم في عيون بلادهم وأن وطنهم لن يتخلى عنهم ولن يجدوا من يحبهم أكثر، هم في حاجة إلى من ينير لهم الطريق ويسير معهم ليوصلهم إلى بر الأمان ليروا بأنفسهم سوء عاقبة ما يظنونه صوابا، سواء على المستوى الشخصي، أو على المستوى العام للوطن كله. فاكس 4555382-1 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة