لا يوجد اختلاف جوهري بين ممارسات العمليات الإرهابية وبين محاولات الفتنة التي قام بها بعض المنحرفين فكريا في العوامية في المنطقة الشرقية.. منطلقات تتلبس ثوب الدين وتفتعل ضياع الحقوق وتمارس عمليات إرهابية لا تتفق مع الممارسات الوطنية المتعارف عليها في جميع المواقف.. بين تلك الممارسات الإرهابية ومحاولات نشر بذور الفتنة في أرض الوطن ومعها بدأت تبرز رؤوس مجموعات وأحزاب "ولكن" تلك الرؤوس الضعيفة رمادية القرار والموقف.. الوطن وأمن الوطن ليس محل خلاف ولا اعتقد أن أي مواطن يختلف حول ذلك الأساس بل الوطن وأمنه مسئولية الجميع والحفاظ عليه مسئولية الجميع سواء كان بالروح أو بوضوح الموقف.. ما حصل في العوامية شكل من أشكال الإرهاب وفي الوقت نفسه أراد مخططوها وليس منفذوها زرع الفتنة في مجتمع آمن ومستقر...؟؟ ما نريده في مواجهة تلك العمليات أن نستفيد من تجربتنا الوطنية في معالجة ومقاومة الإرهاب فاختلاف المرتكز الطائفي ليس مفصليا في الرفض الصريح والمعلن من كافة العناصر بل أمن الوطن وسلامة الوحدة الوطنية هي المفصل في أي موقف يرتبط بالأمن الوطني..، لا نريد أن تطل علينا مجموعة أو كتلة "لكن" تلك الكتلة التي تخلق الضبابية في مواجهة الموقف وتحمل المسئولية..، لا نريد أن تكون المهمة مسئولية وزارة الداخلية فقط..، بل نريد أن تكون مسئولية الجميع وخاصة مفكري وعلماء الدين بالدرجة الأولى خاصة وأن رداء الدين هو غطاء لتلك العمليات غير المسئولة.. بين طائفتي السنة والشيعة في مجتمعنا الكثير من العلماء والمثقفين والمدركين لمخاطر تلك الممارسات غير الواعية والتي تحاول أن تنثر بذور الفتنة في أرض الوطن.. أتوقع أن على العلماء بشكل عام وعلماء الدين توعية شباب الوطن أن الانتماء الوطني يفرض على الإنسان مسئوليات وطنية من ابسطها وأهمها الحفاظ على أمن الوطن واستقراره وعدم قبول أي تدخل خارجي يهدف لزعزعة الأمن والاستقرار الوطني باسم الانتماء الديني.. قوة الخطاب الرسمي تمثل حجر الزاوية في مواجهة الموقف ورفض رموز الطائفة الشيعية لتلك الممارسات تمثل جزءا حيويا في مواجهة الموقف واجتثاثه من جذوره في مرحلة مبكرة بحيث يكون الرفض بصوت قوي. ما حصل في العوامية ممارسة لا ترتبط بمطالب وطنية ولكنة خضوع لفكر متطرف جاء من الخارج متلبسا رداء الدين والهدف زعزعة الأمن الوطني السعودي..، مما يعني معه أن مقاومته مسئولية الجميع وليس المؤسسة الأمنية فقط..