في عام 1985م التقيت به لأول مرة، كان مركونا على الجهة اليمنى في طريق المدينة، فبعد أن تهبط من «الكوبري المربع» متجها للمطار، وما أن تخرج من «طريق الخدمة» إلى الطريق الرئيسي حتى تلتقي بذاك «المطب» المركون في مخرج أهم طريق بجدة في ذاك الوقت. هكذا كان أول لقاء بيني وبين «المطب»، ولست أدري هل كان تاريخ ميلاده في ذاك العام أم أنه أقدم، وهل تعود عليه سكان جدة كما تعودت عليه 12 عاما قبل أن أرحل عن جدة ؟. كنت ألتقي به كل يوم بحكم العمل باستثناء يوم الإجازة الأسبوعية، وكان كل يوم يقول للمارين عليه: ثمة مشكلة ما وكبيرة، فأن أكون في أهم طريق تطأ عجلاتكم رأسي كل يوم، دون أن تبعدني شركات الصيانة عن الطريق هذا يعني أن المستقبل يعد لكم كارثة. في عام 1997م كان آخر لقاء بيني وبينه إذ انتقل عملي للرياض، وكان يردد نفس جملته، ويصرخ بكل المارين ألا يقول لكم وجودي هنا شيء ؟. في عام 2011م عدت إلى جدة، لأجده في نفس المكان، ورغم تقدمه بالسن مازال يردد نفس الكلام، ولا أحد ينصت له، ولا هي شركات الصيانة أحالته للتقاعد إن افترضنا أنه كان يعمل منذ 1985م، ومازال رغم شيخوخته يحقق أرباحا عالية لوكالات السيارات. لن أسأل شركات الصيانة ماذا تعمل، فالتاريخ الشخصي لهذا المطب الكهل يجيب وبوضوح على السؤال، بيد أني أود أن أسأل: ألا توجد مؤسسة تسائل شركات الصيانة وتحاسبها ؟. والأهم ألا يوجد شروط جزائية على تلك الشركات إن لم تقم بصيانة الطرقات ؟. بقي أن أقول: إن السيرة الذاتية لهذا المطب، تفسر لنا لماذا أصبح سكان جدة يؤمنون بمقولة «مشي حالك»، فالغالبية فقدوا الأمل. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة