تحية تقدير وإعجاب لهذه المرأة التي ضحت بحياتها الزوجية من أجل أولادها الذين خافت عليهم من فوات التعليم، لرفض والدهم إدخالهم المدرسة خوفا عليهم من أن يتلوثوا بالحياة العصرية وأن يتعلموا أشياء تفسد عقولهم وأخلاقهم كما كان يعتقد. لقد كان هذا الكلام قبل نحو خمسة عقود، عندما بدأت وزارة المعارف في زيادة عدد المدارس في القرى والهجر وبالذات في (عقل) الزلفي الشمالية، إذ كان هناك عدد قليل من المتشددين الذين يرون في هذه المدارس الجانب السلبي فقط بدعوى من نسج خيالهم، أنها تعلمهم كيف يعصون والديهم وكيف يشربون الدخان وكيف يلعبون الكرة عراة، وكيف وكيف مما ليس بصحيح. لقد تذكرته ابن عمي عندما جاء إلى والدي مشتكيا قبل نحو خمسين عاما عندما فتحت مدرسة بعقلتي (المنسف) و(أبو طرفات) بالقرب من العقلة التي اتخذها مسكنا له (الثوير) وخوفا على أولاده كما يقول اشتكى إلى والدي أن هذه (المطارس) قد قربت منهم وأنه سيهاجر إلى مكان بعيد عنها حتى لا تلوث أبناءه، فرد عليه والدي رحمه الله أن التعليم قادم لا محالة وعليه أن يقبل الأمر كما هو وأن معارضته لا قيمة لها.. وقال له المثل الشعبي المشهور (سد السيل بعباتك) ولهذا عندما وقفت زوجته وأم أولاده: لولوة بنت محمد الرشيد أمامه مطالبة بإدخال أبنائها المدرسة مع أبناء إخوتها وجيرانهم رفض رفضا قاطعا وعندما أصرت وهددت بالشكوى لدى القاضي، مما دعاه لهجرها تحملت مسؤولية أولادها مع إخوتها ومع ابن عمهم سليمان العبد المحسن الذي تكفل بالصرف عليهم، والآن نجد نتيجة جهدها وإصرارها قد أينعت وحان قطافها.. لقد أصبح أحد أبنائها (أحمد) مبرزا باللغة العربية، فبعد شهر أو شهرين سيناقش رسالة الدكتوراة في (النحو الصرف) إذ هو الوحيد من أبناء (القشعمي) الذي يصل إلى هذا المستوى الدراسي بالرغم من أنه لم يتفرغ للدراسات العليا فهو إلى جانب ذلك يعمل مدرسا بمعهد الزلفي العلمي إلى جانب شقيقه عبد الرحمن الذي حصل على بكالوريوس (التاريخ). تحية إعجاب وتهنئة من القلب لهذه الأم المثالية التي ترى المستقبل بعين واسعة وأفق أعلى وتدفع بأبنائها إلى مدارج الرقي والتطلع للمستقبل بسلاح العلم والمعرفة وصدق حافظ إبراهيم عندما قال: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 143 مسافة ثم الرسالة