قبل أيام كنت أزور معالي المهندس خالد حمد اليحيى معزيا في وفاة والده رحمه الله وكنت أجلس بجوار معالي الدكتور علي بن ناصر الغفيص محافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب التقني. وبعد التعارف وتبادل عبارات المجاملة، تذكرت أنني سبق أن قرأت مقالا قبل بضع سنوات لأحد أساتذة كلية التقنية في الرياض، وهو الدكتور هلال العسكر، وهو يتحدث بما معناه أن مجموعة من شبابنا طرقوا عليه باب منزله وهم يرتدون ملابس الميدان كمهندسي صيانة، وبعد السلام ذكروا أنهم من طلاب كلية التقنية أو معهد التدريب المهني، وأن منهم الكهربائي، ومنهم السباك ومنهم النجار، وأنهم قد بدؤوا جولة تدريبية لأبناء الحي، ويسرهم أن يقابلوا صاحب المنزل وأبناءه لبعض الوقت للشرح وتدريب الحاضرين على كيفية إصلاح ما قد يتلف من أدوات أو آلات وتركيب ما قد يحتاج إلى استبدال جديد بتالف، وهذا لا يتطلب إلا الجزء اليسير من الوقت. فنادى أولاده بعد أن أدخل المدربين إلى فناء المنزل وبدأ كل واحد بشرح مبسط لما تخصص به. وبعد ساعة بدأ أبنائي بتطبيق ما تعلموه كل في مجاله، النجارة، السباكة، الكهرباء... إلخ. وفي نهاية المقال اكتشفت أنه يروي ما حلم به إذ كان نائما. فقلت للدكتور الغفيص: ما زال هذ المقال في ذاكرتي، وأتمنى أن يطبق ولو بالمدن الصغيرة أو بعض الأحياء كتجربة ستعطي نتائج إيجابية على المدى البعيد. وكان يستمع لي بكل تواضع وأدب جمّ.. فقال: إنه قد طبق فعلا هذه التجربة في مدن أبها وحائل والمدينة المنورة، وقد أعطت نتائج إيجابية، وأنهم قد افتتحوا مراكز صيفية للتدريب المهني يقبل بها من يرغب في (حي صلاح الدين) في الرياض، وأن ابنه أحد من تعلم بها كمهندس سيارات، وأن جميع سيارات العائلة التي تتعرض لعطل طارئ يتولى إصلاحها بنفسه. شكرته على هذه البشرى بعد أن قلت إن الإعلام مقصر فلم يسبق أن قرأت أو شاهدت شيئا من مثل هذه المعلومة والخاصة بتوعية ودعوة من يرغب بالاستفادة من هذه الدورات وتمنيت تكثيف هذه المراكز واستمرارها، لتعمّ جميع أحياء المدن الكبرى ليعرف كل منا كيف يصلح ما يتعرض للتلف للأشياء البسيطة دون اللجوء لليد العاملة غير المدربة، والتي قد تفسد أكثر من مما تصلح، ومع ذلك تأخذ أجرتها باهظة وأنت بإمكانك أن توفرها أو تصرفها في مجال آخر أهم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 143 مسافة ثم الرسالة