وزير التربية والتعليم فيما بعد والذي لم يحضر بمفرده ولكن بثلة من الجنود أو كتيبة من الشرطة كما قال في مقابلة له في مجلة اليمامة قبل عشر سنوات. أقول إن الدكتورة الاستشارية في طب النساء والولادة في مستشفى قوى الأمن في الرياض حصة بنت محمد بن داوود الجبر والتي يحتفى بها هذا العام وفي مسقط رأسها (الزلفي) جاء نتيجة للكفاح ومواصلة البحث والعمل من أجل أن تثبت أنها محل للثقة وأن خدمة الوطن واجب عليها وليس مقتصرا على شقيقها الرجل، فكل منهما عليه واجب.. ولم تحصل على هذا التكريم إلا بالتضحية بوقتها وجهدها ومواصلة العمل بالسهر حتى استحقت ما حصلت عليه نتيجة عملها وتواصلها مع مدينتها عبر برنامج الطبيب الزائر الذي ينفذه المستشفى العام في الزلفي. ولعلي بالمناسبة أذكر إحدى أطراف الزلفي الشمالية وهي قرية (الثوير) داخل نفود الثويرات الفاصل بين منطقتي القصيموالزلفي، عندما حضر مندوب إدارة التعليم في المجمعة نحو سنة 1393ه ليستطلع رأيهم في فتح مدرسة للبنين، رفضوا ذلك بدعوى أن المدارس ستشغل أبناءهم عن مساعدتهم في الفلاحة إضافة إلى أنهم رأوا أبناء المدارس في القرى الأخرى يلعبون الكرة بملابس رياضية تكشف شيئا من سيقانهم وأن هذا في نظرهم مدعى لرفضها. فنقلت إلى قرية مجاورة (عشيرة) رغم قلة سكانها مقارنة بالثوير.. وهكذا تأخر التعليم بها لأكثر من خمس سنوات. وكان ممن تزعم رفضها بحماس ابن عم لي رحمه الله وكان يعمل (استاد) بالدال أي معلم بناء.. وكان وقتها يبني مسجد الثوير الجامع وله كلمته الراجحة.. والمهم أنه عندما افتتحت المدرسة بعد ذلك في الثوير نقل أولاده إلى قرية أخرى ليس بها مدرسة. كل ذلك من باب العناد. وأذكر أنه قد ذكر ذلك لوالدي رحمه الله فرد عليه أن التعليم قادم لا محالة، وأنك برفضك لفتح المدارس مثل اللي (يسد السيل بعباته). وهذه (الثوير) الآن وقد افتتح فيها مدرسة للبنات بعد نحو عشر سنوات من فتح مدرسة للأبناء نحو عام 1404ه نجد أنها قد خرجت مجموعة من بناتنا. وقد ذكر لي ابن عمي قبل أيام بأن هناك أكثر من عشر منهن تخرجن من الجامعة وانخرطن في خدمة الوطن أو واصلن الدراسات العليا. والأيام القادمة تنتظر المزيد. فالأيام كما يقال حبلى. واختتم هذا الموضوع بما سبق أن سمعته من معالي الأستاذ الدكتور حمود البدر عندما كان وكيلا لجامعة الملك سعود في الرياض فقبل 45 سنة كان يأتيه من الأهالي من يطلب منه الوقوف معهم ضد فتح المدارس.. وبعد عشر سنوات أصبح من كان يأتيه لذلك نفسه يأتيه ليتوسط لإدخال ابنته في الثانوية وبعدها في الجامعة.. وهكذا فالإنسان أصبح يعارض كل جديد لمجرد المعارضة.. ولكن الأيام قادمة تحمل كل جديد مفيد ونافع. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 143 مسافة ثم الرسالة