جائزة (نوبل البديلة) مسابقة علمية طريفة تهدف إلى تشجيع اختراعات واكتشافات علمية مضحكة لا فائدة منها، وقد أعلنت أسماء الاكتشافات والاختراعات الفائزة بهذه الجائزة أول من أمس، حيث فاز فريق مكون من علماء بريطانيين ونمساويين وهولنديين بجائزة الفزيولوجيا بعد اكتشاف الفريق أنه لا دليل على أن السلحفاة تتثاءب عند تثاؤب رفيقاتها!. ومع تقديري لجهود هذا الفريق العلمي الكبير التي تركزت على مراقبة السلاحف المتثائبة إلا أنني أظن بأن اكتشافه الخطير هذا يخص السلاحف الأوروبية وحدها، حيث تتصرف كل سلحفاة هناك بشكل مستقل فتتثاءب أو تمارس الرياضة بحسب جدولها اليومي، أما السلاحف العربية فهي تبحث عن أي كائن حي يتثاءب (وليس بالضرورة أن تكون سلحفاة) كي تغط في نوم عميق متذرعة بأنها لا تستطيع السهر وحدها!، وأكبر دليل على ذلك بوادر انتكاسات (الربيع العربي)، حيث انطلقت الثورات العربية بسرعة الخيول الجامحة ثم أصيبت جميعا بداء السلاحف ليعود قانون الطوارئ في مصر ويتحول اختفاء القذافي إلى لغز يعطل مسيرة ثوار ليبيا وتضيع المبادرة الخليجية وسط أزيز الرصاص في اليمن. هذا عن سلاحف العرب بشكل عام، أما السلاحف السعودية فهي تتمتع بالخصوصية المتوارثة حيث تولد وهي متثائبة، ولكم أن تتخيلوا بطء خطوات السلحفاة حين تسير وهي تصارع التثاؤب، فالانتخابات البلدية على سبيل المثال كانت فرصة رائعة لبدء مسيرة المشاركة الشعبية في كل مجالات الحياة، ولكن ما حدث خلال السنوات الماضية كان حفلة من التثاؤب الطويل، حيث ضاع الكثير من الوقت بعد الانتخابات حتى تم تشكيل مجالس المدن والقرى عبر تسمية النصف المعين من أعضائها، ثم وضعت هذه المجالس في غرف أو قاعات مكيفة بعيدة عن دوائر صنع القرار فطاب لها النوم الطويل، وبعد أن ملأ شخيرها المكان تم تأجيل الانتخابات لفترة طويلة حتى ظن الناس أن هذه المجالس لا يمكن أن تصحو من غفوتها الاستراتيجية، واليوم يكشف تراجع اهتمام المواطنين بهذه الانتخابات، واختار الكثيرون منهم النوم صبيحة يوم الاقتراع وأن هذه المجالس لم تعد تحظى باهتمام الناس، ولا أعلم ما إذا كانت المجالس التي سوف يتم تشكيلها بعد الانتخابات الأخيرة تمنح صلاحيات واسعة كي تستعيد ثقة الناس بها أم أنها ستواصل التثاؤب إلى مالا نهاية. نفس الوضع المتثائب يمكن أن ينسحب على مؤسسات وجمعيات المجتمع المدني، فالمسيرة السلحفاتية لهيئة الصحفيين السعوديين وجمعية حماية المستهلك امتدت لتشمل جمعية حقوق الإنسان التي كانت أنشط الجمعيات الأهلية على الإطلاق، حيث بدأت هذه الجمعية بالبحث عن قضايا خارج اختصاصها مثل الاحتجاج على وضع المسالخ في مكةالمكرمة وهذه علامة من علامات التثاؤب الطويل، حيث يبدو أن الجمعية بدأت بتبني قضايا خدماتية بعيدة كل البعد عن القضايا الحقوقية كي يحلو لها النوم إلى ما شاء الله. حتى بعد القرار التاريخي بعضوية المرأة في مجلس الشورى انشغلت العديد من الأطراف بقضايا شكلية في استنهاض مبكر لهمم التثاؤب، حيث لم يتركز النقاش على الدور الذي يمكن أن تلعبه المرأة في المجلس، أو الدور المستقبلي الذي يمكن أن يلعبه أعضاء المجلس جميعا رجالا كانوا أو نساء، بل تعاظم الاهتمام بقضايا من نوع توفير مداخل للرجال وأخرى للنساء أو مشاركة المرأة عن طريق الصوت فقط أو وجود الأعضاء في طابق والعضوات في طابق آخر، وهكذا سوف ينصب الاهتمام على وضع حواجز لمنع الاختلاط في مجلس الشورى بدلا من الاهتمام بمنح هذه المؤسسة صلاحيات أوسع وأدوار أكثر فعالية. قد لا تجد سلاحف أوروبا سببا للتثاؤب إذا ما تثاءب غيرها .. ولكن سلاحفنا تولد متثائبة وتعيش عمرها الطويل وهي تغوص في أعماق الوسادة، بل إنها تصحو من النوم لتقول عبارة واحدة فقط: (تصبحون على خير)!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة