أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار على أهمية السياحة المستدامة عبر إشراك المجتمعات في تنميتها لفائدتها على المجتمعات والمستثمر. وقال ل «عكاظ» والإعلاميين، عقب ترؤسه الجلسة الأولى في مؤتمر العقبة الاقتصادي الثاني نحو الإبداع والإدارة في الاستثمار السياحي تحت عنوان «صناعة السياحة وأثرها على محاربة الفقر والبطالة أمس الأول في العقبة»، إن السياحة اليوم كقطاع اقتصادي تعتبر من أهم القطاعات الاقتصادية في العالم في مجالي الاستثمار وفرص العمل، وهو قطاع أساسي للدول التي تملك مقومات كبيرة مثل الأردن، واليوم تنبع أهمية السياحة من أنها توفر فرصاً للعمل بهدف توطين المواطنين في مواقعهم. ورداً على سؤال حول تقييمه لمستوى السياحة في الأردن، اعتبر الأمير سلطان أن الأردن مدرسة في السياحة وهي جميلة بأهلها وبمواقعها وتراثها وثقافتها، مشيراً إلى أن ما يلفت النظر في الأردن اعتزاز أهله بقيمهم وتراثهم ومقوماتهم الإنسانية قبل السياحية. وقال إن «تجربة الأردن في السياحة فريدة ونحن نحيي جلالة الملك عبدالله الثاني على تعزيز هذه الثقافة المحلية لأنها من أغلى الأشياء التي تملكها الأردن» . وفي معرض رده على سؤال «عكاظ» حول مشكلة تباين الأسعار في المنتج السياحي بين الدول العربية، قال الأمير سلطان بن سلمان «نحن نعيش واقعا اقتصاديا جديدا، والاقتصاد العالمي اليوم مبني على اقتصاديات السوق، والدول أيضاً لديها مسؤولية أنها تعزز تحفيز المستثمر والتعاون معه حتى يستطيع أن يخفض الأسعار ويبقي على هامش ربح، ولذلك فإن العبء الأكبر يقع على الدول أكثر من أن يكون هناك توحيد للأسعار. وأجاب الأمير على سؤال آخر ل «عكاظ» حول زيادة الوعي الثقافي للسياحة، حيث أكد أن المملكة لا تتكلم عن ذلك بل تستثمر في الوعي الثقافي بالسياحة، وأن «المملكة طبقت مشروع التربية السياحية المدرسية بتدريب أكثر من 600 ألف طالب وطالبة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم». وأوضح الأمير سلطان بن سلمان أن الاستثمارات السعودية في الأردن في المجال السياحي استثمارات كبيرة ومنها استثمار شركة أسترا، حيث تستثمر نحو مليار ونصف المليار دولار، وزرت بعض المشاريع السياحية في الأردن، ونحن نرحب باستثمارات السعوديين في الأردن، باعتبارها امتدادا للمملكة، وما يفيد الأردن يفيد المملكة». وفيما يتعلق بتأثير الثورات العربية أو ما يسمى ب «الربيع العربي» على السياحة العربية، قال الأمير سلطان بن سلمان «لا شك أن له تأثيرا على السياحة، سمعته من المستثمرين وبعض وزراء السياحة بأن هناك انخفاضا في عدد السياح؛ لأن السياحة تأتي مع الأمن والاستقرار، ولذلك فهنالك أثر اقتصادي سلبي كما نعرف في الإحصاءات على دول متأثرة في حركة الناس وبعدهم عن تلك المناطق». وأضاف، «كنت في تركيا ولاحظت أن هنالك ارتفاعا كبيرا في عدد السياح من دول الخليج بشكل خاص، لأن هنالك استقرارا مقابل ما يحدث في العالم العربي الآن، ولكن ندعو بالخير للعالم العربي خاصة مواطنيه لأنهم هم المحور الأساس في المرحلة المقبلة في صناعة السياحة». وبين رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن اجتماع وزراء السياحة العرب الذي عقد أمس في مدينة العقبة الأردنية تناول استراتيجية السياحة العربية، والتعاون الثنائي بين الدول العربية في المجال السياحي الذي لا يمكن الاستهانة به؛لأن البديل هو الانتظار لعمل جماعي قد لا يحدث، وبالتالي، فالتعاون الثنائي بين الدول هو حراك قوي وكبير جداً وهنالك اتفاقات تنفذ على أرض الواقع . كما أشار الأمير سلطان بن سلمان إلى أن لكل دولة عربية خططها وبرامجها لتطوير السياحة لديها، وكل دولة عليها مسؤولياتها بأن توثق الأمن وحسن معاملة السائح وتطمين المستثمر، وتقديم منتجات سياحية جيدة، والسائح مرتاح لذلك لأن السائح لا يريد أن يأتي ويتعب ولا يجد ما يريحه. وكان الأمير سلطان بن سلمان رأس الجلسة الأولى للمؤتمر بعنوان «صناعة السياحة وآثارها على محاربة الفقر والبطالة»، وشارك في الجلسة وزير السياحة اللبناني فادي عبود ورئيس الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة صالح كامل والعضو المنتدب لشركة المعبر الدولية للاستثمارات يوسف النويس. واستعرض الأمير سلطان في بداية الجلسة الاهتمام العالمي لدور السياحة في الحد من الفقر، قائلا إن «الأممالمتحدة اعتبرت السياحة المستدامة دعامة أساسية لبرامج ومبادرات التنمية الاجتماعية والاقتصادية والتي يمكن أن تلعب دورا أساسيا للقضاء على الفقر وزيادة فرص العمل». وأضاف «وفي إطار الاهتمام العربي بدور السياحة في الحد من الفقر أصدر المجلس الوزاري العربي في عام 2008 قراراً يقضي بوضع برامج التنمية السياحية للحد من الفقر والبطالة في المجتمعات المحلية الأقل حظاً، ضمن المواضيع ذات الأولوية في الاستراتيجية السياحية العربية، مشيراً إلى سعي المنظمة العربية للسياحة إلى أن تعكس أهداف الاستراتيجية السياحية العربية عبر اكتشاف المقومات والإمكانيات السياحية في الدول العربية الأقل نمواً لمحاربة الفقر في تلك الدول. كما أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان أن المملكة أقرت استراتيجية تنموية بعيدة المدى في مجال تطوير المجتمعات المحلية وهي استراتيجية محددة الأهداف والغايات لأغراض دعم وتطوير المجتمعات المحلية في كافة مناطق المملكة، كما اعتمدت أربع خطط خمسية حتى العام 1444 1445ه تمثل في مجملها أربع مراحل مترابطة ومتكاملة. وقال وزير السياحة اللبناني فادي عبود، المشكلة أن كثيرا من القرارات التي تصدر في اجتماعات وزراء السياحة العرب لا تنفذ، منذ أن تسلمت مهمات وزارة السياحة في لبنان لاحظت أن الوزراء يجتمعون ويتحدثون في قضايا السياحة ولكنها بكل أسف صارت مضيعة للوقت، مستشهداً بالاتفاقية الموقعة بين بلاده والأردن في تخفيض رسوم دخول السياح بين البلدين بواقع 50 في المائة وحتى الآن لم يتم تنفيذها، مضيفا أن مشكلات التشريعات هي العائق في بعض الدول للعمل السياحي. وهنا تداخل الأمير سلطان بن سلمان قائلا «إن وزير السياحة اللبناني قال إنه أمضى في وزارته عامين، وأنا أمضيت 11 عاماً والقرارات والاتفاقيات الموقعة بين المملكة والدول العربية تنفذ خلال الفترات المتفق عليها». وذكر رئيس الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة صالح كامل أن السياحة ورد ذكرها في القرآن الكريم 14 مرة. وكان مؤتمر العقبة الاقتصادي الثاني نحو الإبداع والإدارة في الاستثمار السياحي بدأ أعماله أمس الأول في مدينة العقبة الأردنية بحضور رئيس مجلس الوزراء الأردني معروف البخيت ممثلا عن الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ملك الأردن ووزراء السياحة العرب. وقال البخيت في كلمته في المؤتمر «بالرغم من الأحداث التي تعصف بالمنطقة إلا أن الأردن استطاع بجهود جلالة الملك أن يجسد للعالم أجمع أن الأردن واحة أمن واستقرار، فقد تمكن من استقطاب أكثر من ثلاثة ملايين سائح خلال الثمانية أشهر الأولى من العام الحالي». كما تحدثت في المؤتمر وزيرة السياحة والآثار الأردنية الدكتورة هيفاء أبو غزالة ورئيس مجلس غرفة تجارة الأردن نائل الكباريتي ورئيس المنظمة العربية للسياحة الدكتور بندر بن فهد آل فهيد والأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة للسياحة العالمية.