من المتفق عليه أن الرسالة الإعلامية المناسبة، تحدث تأثيرا مناسبا، إذا توخت الفئة المناسبة، في المكان المناسب، وفي الزمان المناسب، ومن ضوء ذلك، وجه الملك عبد الله بن عبد العزيز (يوم الأحد 27 شوال 1432ه/ 25 سبتمبر 2011م) رسالة تاريخية، أعطى فيها المرأة السعودية، حق عضوية مجلس الشورى عضوا، من الدورة القادمة، كما أعطاها حقها «في ترشيح نفسها لعضوية المجالس البلدية، والمشاركة في ترشيح المرشحين». تنطوي الرسالة على أبعاد كثيرة يأتي في مقدمتها: اتساع نطاق المشاركة السياسية والاجتماعية للمرأة السعودية، وحقها في تنظيم علاقاتها مع كل فئة، سواء في شؤونها الخاصة أو العامة، وتذكيرها بسيادتها على أرضها، وإعطاؤها حقوقها الإنسانية، ومنع المستغلين من انتهاكها. كما ترتبط الرسالة أيضا بالأوضاع الاجتماعية الاقتصادية السياسية العالمية، وهو ما لا يصعب فهمه خارج السياق التاريخي، فتغيير وضع المرأة السعودية، لا ينفصل عن عمليات التغيير الشاملة، وإيجاد المناخ الملائم لتطورها، رافضة رفضا قاطعا ألا يكون لها دور في التنمية، متخذة منها طريقا، وسلوكا، ومواقف، وظاهرة اجتماعية، وتحليلها من منظور علم الاجتماع، يعني إشباع حاجاتها، وتلبية مطالبها الإنسانية المشروعة، فهي ليست منفصلة عن أحداث وطنها في عصر: العولمة، والديمقراطية، والمشاركة السياسية والاجتماعية، وحقوق الإنسان، والسماوات المفتوحة، والإعلام الجديد، بمعنى آخر: انطلق «الملك عبد الله» في قراره التاريخي من الواقع المعاش، وما يعتمد عليه من مكانة للمرأة السعودية في البنية الاجتماعية والنفسية والثقافية للمجتمع السعودي، في السياقين: الاجتماعي والتاريخي. بيد أن القضية ليست مجرد مشاركة فحسب، بل في اتباعها منهجا ديناميا، يتلافى التناقضات والصراعات داخل مجتمعها، وينبثق من واقعها الاجتماعي، أي في المكان والزمان المحددين، وإلا تصبح مشاركتها خارج التاريخ، وسط علاقات متشابكة بين المجتمع من جهة، والفئات الاجتماعية والأسرية فيه، من جهة أخرى. الذين حاولوا تجريد المرأة السعودية من المشاركة في صنع القرار، ضيعوا على أنفسهم فرصة التعرف على إمكانياتها وقدراتها، واستبعدوا الموضوعية والحياد إزاءها، وهمشوا أدوارها الاجتماعية والفكرية، وهددوا بتحولها سريعا إلى نوع من التدمير الذاتي، بيد أن المعالجة العقلانية تلافت الانزلاق نحو هذا المصير المفجع. المرأة السعودية قادمة، وهي أكثر خصوبة فكرية وثقافية من ذي قبل. [email protected] فاكس: 014543856 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة