بعد أن شاهدت «عبد الله بن عبد العزيز» عشية الأربعاء الماضي وهو بين أفراد من أبناء قواته الباسلة في جازان، لصد المعتدين على حدود الوطن، يشد من أزرهم، ويدفعهم إلى مزيد من الاستبسال، يستيقظ الرأي العام السعودي صباح اليوم (السبت 18 من ذي الحجة 1430ه) على وقع عمل لجنة تقصي الحقائق، التي أمر بتأليفها خادم الحرمين الشريفين (الملك عبد الله بن عبد العزيز) للتحقيق في كارثة جدة. إذن هذا اليوم ليس يوما عاديا في حياة الوطن، حيث تفتح اللجنة كل الملفات، وتعمل (24) ساعة، وتستدعي من تراه، ليقول كل شيء عن الكارثة، ومعرفة أسبابها، ودوره فيها، ف «عبد الله» في الانتظار، وعيناه مفتوحتان، وقلبه ينزف، وعقله يفكر، وقد ألقى المسؤولية على لجنة مؤلفة من رجال آمنوا بربهم، وسيزيدهم إيمانا على إيمانهم، فقد عاهدوا الله على أن يقولوا الحق، ولا شيء غير الحق، والله على مايقولون شهيد. يفترض في المرء العاقل ألا يسبق الأحداث، والعامل الجوهري في تعبئة طاقات اللجنة، يجعل من الحقائق التي تتوصل إليها البوصلة التي تؤشر إلى: الدوافع التي أدت إلى الكارثة، لإطلاع الناس عليها، وعدم تهميشهم، أو تحويلهم إلى كائنات مغلوبة على أمرها، فمن أساء، أو استهان، أو استغل، أو تربح، أو تقاعس، أو تباطأ فليلق جزاء ما أقدمت عليه يداه. اليوم يوم المحاسبة. وفي كل محاسبة يجد المجتمع نفسه على أعتاب مرحلة جديدة. فالعدالة والمساواة يحميان المجتمع من أي اعتداء، ويدعوان إلى مقاومة كل المحاولات الرامية للمساس بالمشروعات الوطنية، وإذا طبق هذا المبدأ فهو أحد الأسس المهمة، لدعم مجتمع موحد خلف حكومته، وقد ارتفعت عنده الروح المعنوية، فيتمسك بنفس راضية بحكومته، ومجتمعه، ووحدة أراضيه، لأن البعد الوطني يعد أحد أسس الهوية الوطنية. يثق الناس في اللجنة، وحياديتها، ونظرتها إلى المصلحة العامة أولا وقبل كل شيء، ولذلك فهي لن تحابي، ولا تجامل ولكنها تقرع جرس إنذار في آذان من يحاول المساس بمصلحة الوطن، التي من أبجدياتها إعادة الاعتبار للمشروعات الوطنية، وتعميق الانتماء الوطني لعامة السكان، فالدولة ضخت الأموال، الأمر الذي يستدعي المساءلة عن الناتج منها، وكيفية صرفها وأوجه إنفاقها. وفي المجتمع السعودي لجنة تقصي حقائق، ونظام مساءلة، ومحاسبة، وعقوبة، فالبنية التحتية في جدة من أكثر البنى تخلفا، والذي يريد أن يترقى في هذه البيئة، فلا بد من أن يكون مخلصا، نظيف الجيب، عفيف اللسان، وإلا فسيلقى معارضة شديدة من مختلف الفئات الاجتماعية، فلا ثقافة سياسية طائفية، تقسم البلد عادة إلى قسمين رئيسيين يتفرع عنهما طوائف مختلفة. اليوم يوم المحاسبة، ومنهج البحث فيه المساءلة، ومواجهة كل أنواع القوى المضادة لمشروعات هذا البلد، والناس يتوقعون تأصيلا لمكافحة الفساد، والتعقل من جهة، وعدم التطرف والتهور من جهة أخرى، ومنهج تغييري يقوم على الحفاظ على مصلحة الوطن، وحمايته من دعاة الفساد. إن معرفة الحقائق في سياقها الاجتماعي، لا بد من أن يؤدي إلى الارتكاز على علاقات القوة بين المواطن ومسؤوليه، فتكون نقطة البداية المجتمع والدولة معا في سياق واحد، لا تنفصم عروته. فلتمض اللجنة على بركة الله، وإن الرأي العام السعودي لفي الانتظار.. فاكس: 014543856 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة