تعالت أصوات المطالبين بتعيين حراسات على المقابر إثر حادثة قتل شاب ودفنه في إحدى مقابر مركز الواديين في عسير، خلال الأيام الماضية، والتي انفردت «عكاظ» بنشرها في تاريخ 13/6/ 1432ه، إذ استغل الجناة عدم وجود هذه الحراسات فقاموا بحفر قبر، ومن ثم دفن جثمان فيه، في محاولة منهم لإخفاء ارتكابهم جريمة قتل، إلا أن أهل القرية اكتشفوا القبر الحديث الذي تم حفره خفية، ليكون بداية خيط لاكتشاف سر اختفاء شاب ثلاثيني في عسير في ظروف غامضة. وشدد المواطنون على ضرورة إيجاد آلية لحماية المقابر من تصرفات بعض ضعاف النفوس الذين قد يستغلون خلوها من الحراسات، ويقومون بارتكاب المحظور داخلها مثلما حدث في مركز الواديين. وتحدث محمد مناع، بدر الشمراني، سلطان الشهراني، وسامي القرني عن حرمة الأموات في المقابر وأهمية دور الجهات المختصة الحفاظ على هذه الحرمة من نبش للقبور من قبل بعض الحيوانات الضالة أو ارتكاب جريمة قتل ودفن الجثة في المقبرة الخالية من الحراسات، مشيرين إلى أن الآلية الحالية في المقابر بحاجة إلى إعادة نظر، في ظل عدم وجود حراسات على أبوابها، مما يشجع ويساعد بعض ضعاف النفوس من استغلال ذلك بإخفاء جرائمهم، مستشهدين بما حدث في مركز الواديين من قتل لشاب ودفنه لإخفاء معالم الجريمة. وأبدوا استغرابهم من الإهمال الذي طال عددا من المقابر في عسير، مبينين أن المقابر التي داخل القرى بحاجة إلى اهتمام أكثر من قبل الأمانة من حيث تنظيفها من الشجيرات التي غطت معالمها، إضافة إلى تسويرها من جديد، بعد أن تسببت السيول والأمطار في هدم أسوارها مما جعلها ساحة مفتوحة للحيوانات الضالة التي تنبش قبور الأموات في انتهاك لحرمتهم. وتساءلوا عن عدم إيجاد حلول جذرية، من شأنها الحفاظ على حرمة الأموات وتكثيف الرقابة على المقابر التي شوهها الإهمال واعتراها القصور وسكنتها الكلاب وباتت بعضها مكانا لرمي المخلفات. نقص المرافق والتقت «عكاظ» عند مقبرة الشرف بذوي متوفى حديثا، والذين كانوا بانتظار وصول جثمانه من جامع الراجحي، حيث تمت الصلاة عليه هناك لعدم توفر الخدمات في المسجد الخاص بالمقبرة، فأجمعوا على مطالبة الأمانة بإعادة النظر في أسوار ومرافق وحراسة هذه المقبرة ذات المساحة الشاسعة، مشيرين إلى ما تعانيه من الإهمال. وذكروا أنهم قاموا بحفر القبر والانتهاء من ذلك ولم يجدوا من يسألهم عن تصريح الدفن، معتبرين ذلك مؤشرا خطيرا، مبدين تذمرهم من عجز أمانات المدن عن توظيف حراس، حتى يتم الحفاظ على حرمة الأموات والتأكد من هوية الجثة التي يجري دفنها وسلامة إجراءاتها. لجنة للحصر محرر «عكاظ»، بعث خطابا قبل أسبوع لمدير الخدمات وشؤون المقابر في أمانة منطقة عسير عوض القاضي، بناء على طلبه في اتصال هاتفي، للتعليق على الموضوع، إلا أنه لم يرد عليه حتى الآن، في حين ذكر مصدر مسؤول في أمانة عسير، بأن أمين منطقة عسير المهندس إبراهيم الخليل، وجه بتشكيل لجنة لحصر المقابر ومن ثم تعيين حراسات عليها، مشيرا إلى أن اللجنة ستباشر مهمتها خلال اليومين القادمين.