يرى بعض سكان أبها أن أمانة منطقة عسير أسقطت المقابر من دائرة اهتماماتها لاسيما أن بعض المقابر لاتبعد عن مقر الأمانة سوى مسافة قصيرة، ويوجد في مدينة أبها عدد من المقابر، مثل مقبرتي النصب الأعلى والأسفل تم بناؤهما قبل ستة عقود تقريبا، فالأولى أوشك سورها الخارجي على السقوط دون التفاتة أو اهتمام، والثانية باتت مرتعا خصبا لمخلفات المطاعم التي تقابلها، وكذلك الحال بالنسبة لمقبرة الموصلية والتي شارف عمرها على 50 عاما، إذ تخلو من أساسيات الدفن كأدوات الحفر والحراسة، أما مقبرة الخشع فتخرج من بين أسوارها أنابيب الصرف الصحي التي وضعها العمالة الوافدة الساكنة بجوارها، وأيضا مقابر شمسان الشرقي والغربي ومقبرة الشرف الواسعة فالوضع مترد، إذ أخفت الأشجار القبور وأصبحت المخلفات توضع داخلها وداخل مرافقها مثل المسجد المجاور. وفي ذلك يقول بندر آل مفرح، وهو يسكن بجوار إحدى المقابر المهملة، «الحال لا يسر ومستوى النظافة مفقود تماما وصيانتها معدومة والأسوار أوشكت على السقوط والأبواب مكسرة، كما أن القيود الأمنية لتلك المقابر غير دقيقة مثل التشديد على معرفة من يدفن في تلك المقابر حتى لايتم استغلال ذلك من قبل أصحاب السلوك المنحرف». واعتبر فراج بن شبيب الدوسري أن المقابر في أبها تعيش أسوأ مراحلها، «الميت لاحرمة له، ومتى حضرت مخافة الله من قبل الجهة المختصة فسيكون حال المقابر أفضل بكثير من وضعها الحالي الذي يدمي القلب». وصادف وجود «عكاظ» عند مقبرة الشرف بذوي أحد المتوفين، حيث كانوا في انتظار وصول الجثمان من جامع الراجحي، حيث تمت الصلاة عليه هناك لعدم توافر الخدمات في المسجد الخاص بالمقبرة، فأجمعوا على مطالبة الأمانة بإعادة النظر في أسوار ومرافق وحراسة مقبرة الشرف الشاسعة المساحة والتي تعاني من انعدام الاهتمام بها، وذكروا أنهم حفروا القبر دون أن يكون هناك من يسألهم عن تصريح الدفن، «وهذا مؤشر خطير فربما يتم ارتكاب جرائم القتل ودفن الجثث داخلها لإخفاء معالم الجريمة كون بابها مفتوحا على مصراعيه على مدار الساعة». من جهته، قال ل «عكاظ» مدير فرع الشؤون الإسلامية في منطقة عسير الدكتور عبدالله الحميد «إن المقابر لها حرمتها ويجب إكرامها بالرعاية والاهتمام، ودولتنا سخرت لكافة الجهات الحكومية كل الوسائل التي من شأنها إنجاز الأعمال على أكمل وجه، والأمانة هي المسؤولة عن المساجد الخاصة بالمقابر من حيث صيانتها والعناية بمرافقها، أما دور الشؤون الإسلامية في المقابر فهو توجيه الناس عندما يغفلون في عملية الدفن مثلا أو قيام لجان من الشؤون الإسلامية حينما تبنى المقابر على أراض مملوكة لأحد». ومن جهته، أكد رئيس المجلس البلدي في منطقة عسير الدكتور سعد العثمان «إن المقابر مهملة من قبل الأمانه وقد تمت مخاطبة الأمانة من قبل المجلس البلدي في أكثر من خطاب حول الاهتمام بوضع المقابر ومراعاة حرمة الأموات». وأضاف الدكتور العثمان «إن مقابر عسير بشكل عام وأبها بشكل خاص تفتقد لأبسط مقومات الصيانة والعناية، فالأسوار أوشكت على الانهيار في بعضها ومخلفات البناء ترمى من قبل البعض داخل المقابر وأشجار البرشوم غطت ومحت معالم القبور والمياه الخاصة بالحفر غير متوافرة من قبل الأمانة». ووصف رئيس المجلس البلدي في منطقة عسير حال مقبرة الشرف الكبرى بأنه مزر، السيول جرفت بعض الجثث جراء دخول السيل من الفتحات الموجودة بين أسوار المقبرة. بدوره أوضح مدير التجهيزات والمسؤول عن المقابر في أمانة منطقة عسير الدكتور جابر حمزة، أن «الأمانة نفذت منذ أسابيع عمليات تنظيف للمقابر، مثل الموصلية وبقية المقابر في دائرة الاهتمام أما مايخص تسوير المقابر وصيانة مرافقها فهذا سنعرضه على طاولة الأمين قريبا». أنبوب صرف صحي يصب في مقبرة الخشع في أبها. أقارب متوفى ينتظرون أمام مقبرة الشرف. فتحات في سور مقبرة الشرف في أبها.