إحدى وثمانون سنة مضت على ذكرى توحيد بلادنا. مضت هذه السنوات الواحدة تلو الأخرى ونحن نلمس أن كل سنة تختلف عن سابقتها؛ تقدم في مظاهر الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.. وسواها. توحيد الوطن ليس بالأمر الهين؛ رجال كثر قدموا حياتهم من أجل هذا الهدف النبيل، كانوا يدركون أن هذا الهدف يستحق كل تلك الدماء، فالوطن لا يبخل عليه أبناؤه بكل ما يملكون.. الملك عبد العزيز (رحمه الله) كان قائد تلك المسيرة، حمل رايتها منذ شبابه وحتى وفاته، واستطاع بفضل الله أن يوصل هذه البلاد إلى بر الأمان، أمان على النفس والمال والعرض، وهذا غاية ما يطمع فيه الإنسان. توحدت هذه البلاد على كلمة التوحيد واتخذت من الإسلام منهج حياة لها؛ فالإسلام انطلق من هذه البلاد الكريمة؛ من مكةالمكرمة ثم المدينةالمنورة إلى مشارق الأرض ومغاربها، فالبلاد التي تشرفت باحتضان الإسلام ونبيه الكريم لا يمكن لها إلا أن تمضي في هذا الطريق المشرف إلى النهاية. وكان اكتشاف البترول في المنطقة الشرقية ممهدا لنهضة عمرانية وثقافية أدت إلى تغير كبير في حياة سكان هذه البلاد، وجعلتهم ينافسون الأمم الأخرى في كل مناحي الحياة. مشت بلادنا في مسيرة التقدم والنهضة في عهد ملوكها جميعا، فشاهدنا انتشار مدارس البنين والبنات في كل مدننا وقرانا وهجرنا، ثم انتشر التعليم العالي في كل المدن الكبرى، فتهيأت السبل لكل طالبة وطالب لكي يحصل على تعليم يمكنه من المساهمة في بناء وطنه.