تلطف أخي الأستاذ عبدالله عمر خياط فأهداني نسخة من كتابه «د. محمد عبده يماني.. الإنسان» لهذا العام.. أصدره وطبعه في «مطابع سحر». يتألف الكتاب من (456) صفحة من القطع المتوسط، احتوى على «تمهيد» للأستاذ محمد علي جفري، فمقدمة الكتاب للمؤلف، ثم نحوا من (400) صفحة نقل فيها ما كتبه (134) شخصية أدبية وصحافية رثوا فيها الدكتور يماني، وعبروا عن ما يكنون له من حب وتقدير. واصفين مآثره وقصصا عن تواضعه ونزعته الخيرة وعلمه ومكارم أخلاقه. جاء في المقدمة التي سطرها الخياط في هذا الكتاب مدى تمتع معالي الدكتور برصيد وافر من الحب العميق الذي أسر قلوب الكثير من أفراد المجتمع وأصحاب النفوذ. أما استهلال المقدمة فقد ركز المؤلف فيها على الظروف التي أدت إلى وفاته.. انتقل بعدها إلى علاقته المبكرة بالدكتور اليماني منذ أيام الدراسة. وتطرق الخياط إلى ما كان يلجأ أصحاب القضايا والحاجات إلى معاليه الذي خصص لهم استقبالا في منزله بعد صلاة كل يوم جمعة. فترى أقواما من مختلف الجنسيات مكتظين في صالة الاستقبال وخارجها، وبالمثل لجوء المراجعين لمكتبه في برج «دلة» بجدة.. يطلبون الشفاعة لدى المسؤولين أو العلاج لدى المستشفيات أو حلولا لمشكلات تعتورهم. وسلط المؤلف الأضواء على ما عرف عن مواقف معاليه الإنسانية ومساعيه لإصلاح ذات البين مستثمرا علاقاته الاجتماعية العميقة، وحرصه على مشاركة المجتمع لأفراحه وأتراحه.. لدرجة أنك تجده لا تفوته مناسبة اجتماعية يدعى إليها إلا ويلبيها. واستكشفت مقالات الكتاب كم كان للدكتور دور في الحراك الفكري والاجتماعي وحتى الرياضي، فكان في ذلك غزير العطاء، وافر الإنتاج. لقد قضى شطرا كبيرا من حياته في الكتابة في الصحف المحلية منذ درج في سلم التعليم العام. إذ تنوعت كتاباته، فحلق في أجواء الثقافة والأدب، وفي العلم والتربية، وألف من الكتب ما يناهز (43) كتابا.. منها عدد من القصص والروايات، منها (11) مؤلفا في محبة رسول الله «صلى الله عليه وسلم» وآل بيته. حقا.. فإن الدكتور محمد عبده يماني شخصية لاتنسى لما أداه من مشاعر إنسانية، ومآثر خالدة، وصداقة للإعلاميين، وأبوة للفقراء والضعفاء والمعسرين.. فشكرا للخياط لوفائه المكي بإصداره لهذا الكتاب.. نحو وفي مكي تجسدت فيه أرقى معاني الحب وجبر العثرات وصداقته لمرضى القلب والسكري والسرطان. رحمه الله وأسكنه فردوسه الأعلى.