وداعاً أبا ياسر لقد فجع العالم الأكاديمي والثقافي والإعلامي برحيل المغفور له بإذن الله معالي الدكتور محمد عبده يماني فلقد عرفت معاليه زميلاً وصديقاً وفياً على امتداد نصف قرن ولقد ترك معاليه بصمة في مسيرة التعليم العالي وفي الوسط الاعلامي والادبي فقد كان رحمه الله صاحب توجهات علمية وادبية و دينية، فقد فتح أبواب جامعة المؤسس جامعة الملك عبد العزيز فخرجت منها إضاءات قرآنية صرح بها صاحب تفسير الاعجاز العلمي اللغوي للقرآن الكريم المرحوم الشيخ محمد متولي الشعراوي كما أن أبا ياسر كان رجل إدارة موهوب فقد ترك بصمة واضحة في مسيرة جامعة المؤسس حيث تم عقد أول مؤتمر أدبي للآدباء في عهد المغفور له الملك فيصل شهيد القدس الذي كرم فيه رواد الادب السعودي لأول مرة وبرعاية من المغفور له معالي الشيخ حسن آل الشيخ رحمه الله وزير التعليم العالي. ومعالي الدكتور يماني كان محل ثقة لدى ولاة الامر من عهد الملك فيصل وأخوته الى ان لقي ربه . ومعالي الدكتور يماني صاحب ايادي بيضاء وسخاء مشهود لأصحاب الحاجات فقد كنت ازوره في مكتبه في برج دلة ومكتبه كان عبارة عن خلية نحل يقصده أصحاب الحاجات من الداخل والخارج في جميع اوجه البر والخير بدعم من صهر رجل الاعمال الشيخ صالح كامل الذي أوكل إليه مهمة نجح فيها ايما نجاح. والله أسأل أن يكتب ذلك في ميزان اعمال المخلصين من ابناء هذا الوطن المعطاء، وفي رمضان المنصرم زرت معاليه في مكتبه فأهداني كتابين عن أم المؤمنين السيدة خديجة وفاطمة الزهراء وقد تأثر بالغ التأثر بالحب العميق الذي كان يكنه معاليه رحمه الله لال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، كيف لا وهو من كتب علموا ابناءكم محبة رسول الله فهنيئاً لك أبا ياسر بحب آل البيت وها أنت تنام بجوار السيدة خديجة في المعلاة. من المؤمنين رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم منقضى نحبه ومنه من ينتظر وما بدلوا تبديلا. هنيئاً لك أبا ياسر وقد لقيت ربك في أفضل أيام الله في عشر من الشهر الحرام بجوار البيت الحرام وفي الشهر الحرام وفي البلد الحرام واسأل الله رب الركن والمقام ورب المشعر الحرام ورب المسجد الحرام ورب الحل والحرام ورب النور والظلام ورب التحية والسلام ورب القدرة في الآنام عليم وعلى من حولك أمطار الغفران والرحمة والرضوان وعلى الحجاج والعمار وقاصدي البيت الحرام، آمين وصلى الله على النبي الامين.