كنا وما زلنا نرى الفضائيات العربية تعج بالمسلسلات والملاحم التاريخية للدراما المصرية والسورية والأردنية. وعندما نقارنها بما يعرض من المسلسلات المحلية «المتواضعة» نجد سيلا من الهجوم اللاذع من قبل النقاد الفنيين وغيرهم ممن لا يفقه شيئا في مثل هذه الأمور، وقد أجد في هذا ظلما يرتكب في حق ممثلينا المحليين، إذ يتوجب علينا ألا نعالج الخطأ بخطأ، ومن الأولى أن نقوم تجاه هذا «التواضع» في التمثيل السعودي أو إن جاز لنا التعبير «الدراما السعودية» بدور توجيهي هادف، نضع من خلاله أيدينا على مواطن الضعف، ونطرح الرؤى والأفكار التي من شأنها تحقيق التقدم والرقي للدراما المحلية. إن معظم ما نشاهده في مسلسلاتنا المحلية يمكننا تصنيفه تحت مسمى (الواقعية)، وهي إحدى المدارس النقدية في الغرب، والتي عرفت منذ أكثر من 40 عاما، إلا أن ممثلينا أرادوا عكس هذا الواقع دون تدخل يرتقي بالفن، وهذا أكبر فخ تقع فيه الواقعية المباشرة. ولعلنا نلتمس لهم العذر في ذلك، فما نستشعره من «سقطات» سواء في القصة أو في الأداء أو في الإخراج، تعود أسبابها في المقام الأول إلى عدم توافر الأدوات المطلوبة لنجاح المسلسل من: مؤلف متمرس، مرورا بالسيناريست، والممثل الموهوب الدارس، وانتهاء بالمخرج. فلو نظرنا إلى الأسماء لرأينا أن غالبية مسلسلاتنا المحلية تعج بغير السعوديين من مؤلفين، وكتاب سيناريست، ومخرجين! لذا، علينا إن نحن أردنا مقارعة من سبقنا في هذا المجال خلال هذه المرحلة توجيه الممثل السعودي، والعمل على إيجاد المعاهد والأكاديميات المتخصصة؛ لتخريج الممثلين والمصورين والمؤلفين والمخرجين، بالإضافة إلى تهيئة المناخ المناسب للمنتجين المحليين. كل هذا بإشراف كامل ومباشر من قبل وزارة الثقافة والإعلام. عطية السهيمي جدة