اتجهت أزمة الدقيق في قطاع المخابز في المنطقة الشرقية إلى الانفراج في الوقت الذي حملت فيه الصوامع الموزعين المسؤولية في الأزمة. وأكد ل«عكاظ» مدير مؤسسة الصوامع والغلال في الشرقية جمال صبحي عدم وجود أزمة في الدقيق على الإطلاق، مشيرا إلى أن الخطوط الثلاثة العاملة في المؤسسة تنتج يوميا 1370 طنا من مختلف أنواع الدقيق، فيما يتم توزيع ما بين 18 إلى 20 ألف كيس يوميا في جميع مناطق الشرقية، مضيفا أن المشكلة التي واجهت بعض المخابز في الأيام الماضية ليست ناجمة عن نقص في الدقيق بقدر ارتباطها بالموزعين المعتمدين، الذين يزودون المخابز بالدقيق، مبينا أن بعض الموزعين لم يلتزموا بالفرص الممنوحة لديهم بتقديم الأوراق الرسمية والسليمة للمخابز التي يتعاملون معها، الأمر الذي دفع المؤسسة لإيقاف الحصص المقررة للمخابز التي لم تقدم الأوراق السليمة، من أجل تصحيح أوضاعها ولضمان وصول الدقيق للجهات المستحقة، مؤكدا أن الصوامع لن تتراجع عن قرارها المتعلق بضرورة تقديم الأوراق الرسمية للمخابز، من أجل تقدير الكميات المطلوبة لكل مخبز، فإذا كان المخبز نصف آلي فإن الكمية المستحقة تختلف عن المخبز الآلي، وكذلك الأمر بالنسبة لمحال المعجنات. وحول الأوراق المطلوبة للمخابز، أوضح أن تلك الأوراق تتمثل في إحضار رخصة العمل وكذلك الأوراق التي تبين نوع المخبز «آلي، نصف آلي، معجنات، تميز»، تفاديا لحدوث تلاعب في الكميات المطلوبة، مشددا على أن الدقيق من السلع المدعومة من قبل الدولة، ما يستدعي وجود حس وطني للحفاظ على هذه السلعة، خصوصا إذا عرفنا أن سعر الدقيق في المملكة يعتبر من أرخص الأسعار في العالم. وأكد مستثمرون في المخابز انفراج الأزمة بشكل مبدئي وفقا للكميات التي تم استلامها خلال اليومين الماضيين، خصوصا أن مؤسسة الصوامع أعطت الضوء الأخضر للموزعين المعتمدين باستلام جميع الحصص المخصصة للمخابز بهدف توفير القمح للحيلولة دون تفاقم الأزمة التي بدأت في البروز مع عودة الطلبة للمدارس. واعتبروا التحرك السريع لمؤسسة الصوامع عاملا أساسيا في وضع نهاية سريعة للأزمة، الأمر الذي أعاد الأمور لنصابها مجددا، خصوصا أن الأيام الماضية شكلت قلقا كبيرا للمخابز، نظرا لتناقص الحصص اليومية التي كانت تصرف لهم طوال الفترة الماضية. وذكر المستثمر محمد النهدي أن الكميات التي استلمها أمس الأول بلغت 128 كيسا، فيما بلغت أمس 192 كيسا، مشيرا إلى أن الاستهلاك اليومي لديه يقدر بنحو 95 كيسا، وأنه ملتزم بعقود عديدة مع المدارس والشركات، مؤكدا في الوقت نفسه أن استلام كميات الدقيق خلال اليومين الماضيين لم يؤثر على قرار إيقاف حصص مراكز التسوق وخفض الكمية المقررة للمطاعم، مضيفا أن الجميع ينتظر استمرار استلام الحصص اليومية حتى نهاية الأسبوع، من أجل اتخاذ قرار إعادة العمل مجددا بصرف حصص مراكز التسوق ورفع نسبة المطاعم وفقا للجدول المعمول به سابقا.