اشتكى عدد من أصحاب المخابز في المنطقة الشرقية من نقص في طحين البر أدى إلى نقص كبير في أخباز البر، وقالوا إن بعض المخابز عانت خلال الأسبوع الماضي من عدم وجود طحين، كما تم تقليص الحصص إلى أكياس معدودة لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، في حين أكّد مدير صوامع الغلال ومطاحن الدقيق في المنطقة الشرقية جمال الصبيحي، وجود ما يكفي من الطحين العادي والطحين البر في المنطقة. وقال الصبيحي إلى «الحياة»: «إنه لا يوجد نقص في طحين البر أو الطحين العادي»، مشيراً إلى أن الصوامع تعمل على مدار ال 24 ساعة في اليوم، وسبعة أيام في الأسبوع، بورديات متواصلة لتوفير حاجات السوق. وأضاف: «بعض المخابز تأخذ حاجتها من الصوامع مباشرة، ومخابز أخرى تأخذ حاجتها من موردين (موزعين) يقومون بالحصول على حاجتهم من الصوامع، ويحصل أن يكون الموزع قصر عليهم في إعطائهم ما يحتاجون إليه، لذلك يحدث النقص في بعضها». وطالب المخابز التي تعاني من نقص بمراجعة «الصوامع» لمساعدتها في توفير حاجاتها، والوقوف على أماكن الخلل. وحول المخاوف من تسرب بعض الطحين للاستخدام كأعلاف للماشية، خصوصاً مع ارتفاع أسعار الشعير والأعلاف المركبة، قال: «لدى الصوامع نظام دقيق للمراقبة والمحاسبة يلحظ هذه الأمر في حال حدوثه»، مشيراً إلى أن أصحاب الماشية لن يستخدموا دقيق البر كأعلاف، إذ إن سعر كيس دقيق البر زنة 45 كيلوغراماً 30 ريالاً، بينما الدقيق العادي زنة 45 كيلوغراماً ب 22 ريالاً للكيس، وهو النوع الذي يلجأ إليه مربو الماشية في الأزمات. وتابع الصبيحي: «لدينا مخزون كاف، ولا نعاني من أية أزمة أو نقص في البر»، مضيفاً: «تم الانتهاء يوم الجمعة الماضي من إفراغ باخرة تحمل قمحاً أميركياً في فترة زمنية قياسية بلغت سبعة أيام، بينما كان في الأمر المعتاد يستغرق إفراغها 20 يوماً»، مؤكداً أن لدى المملكة «المخزون الكافي لحاجاتها». وتقدر صوامع الغلال ومطاحن الدقيق في المنطقة الشرقية الاستهلاك الشهري للمنطقة من الدقيق بنحو 470 ألف كيس، بما يعني أقل من نصف مليون كيس. من جانبه، أشار المسؤول التنفيذي في مؤسسة الشخص التجارية (مورد رئيس للدقيق) محمد وافي إلى أن «طحين البر لم ينقطع عن السوق، إلا أننا عانينا من نقص في الإمدادات، ما جعلنا نقلل حصص المخابز»، مضيفاً أن «صوامع الغلال تقوم بتوسعة وصيانة لذلك تم تقليل الحصص». وتابع قائلاً: «كانت حصتنا اليومية من الطحين 128 كيساً، أما الآن فإن ما نتسلمه يصل إلى 300 كيس في الأسبوع، ونقوم بتوزيعه على المخابز». وأوضح أن «الصوامع» لم تتأخر عن مساعدتنا، إذ أعطتنا قبل ثلاثة أيام نحو 265 كيساً من دقيق البر، وقمنا بتوزيع 180 كيساً منها على المخابز، وسنقوم بتوزيع الباقي عليها أيضاً وفق الحاجة. متوقعاً أن يتم «تزويدنا خلال اليومين المقبلين بحصة كبيرة تغطي النقص الحاصل». وأضاف أن «الصوامع» متعاونة جداً، وتعمل على توفير حاجات المخابز، ولكن في حالات معينة وظروف طارئة يحدث نقص. من جهته، أوضح مدير مخابز الداوود حسين الداوود، أن النقص الحاصل في دقيق البر يعود إلى نحو أسبوع، مشيراً إلى أن المخبز منذ نحو خمسة أيام لم يحصل إلا على خمسة أكياس من دقيق البر من الموزع، مؤكداً أن هذه الكمية قليلة جداً، وتشكّل جزءاً بسيطاً من حاجات المخبز. وأضاف أنه لا يتعامل مباشرة مع الصوامع، على رغم إمكان ذلك، «عبر الموزع الرئيسي يكون أسهل، خصوصاً مع توافر الشاحنات الخاصة بنقل الطحين السائب، الذي نحتاجه بشكل رئيسي في المخبز». وكانت المملكة شهدت العام الماضي أزمة في الدقيق، وقال وزير الزراعة إنها مفتعلة، وأرجعها إلى ثلاثة أسباب رئيسية: أولها اتجاه بعض مربي المواشي لاستخدام الدقيق كأعلاف، الثاني اتجاه كميات الى السوق السوداء، والسبب الثالث وجود صناعات غذائية تعتمد على الدقيق وتصدر للخارج كونه في المملكة.