تعرض تقرير وزارة الشؤون الاجتماعية لهجوم كاسح في مجلس الشورى، وكان لابد أن يتعرض للهجوم لأنه إذا كان تضمن شيئا فإنه لم يتضمن معلومات عن أهم القضايا والمواضيع التي تمثل صلب عمل الوزارة والأساس الذي أنشئت من أجله. ماذا يعني تقرير وزارة الشؤون الاجتماعية وهو لم يتطرق للاستراتيجية الوطنية لمعالجة الفقر، ولم يشر إلى نسبة وخط الفقر في المجتمع، ولم يتحدث عما نفذته في موضوع سكن الفقراء الذي أقر عام 1427ه، أو حقيقة عمل الجمعيات الخيرية أو طبيعة الخدمات المقدمة لذوي الظروف الخاصة، وغير ذلك من المواضيع الحيوية التي تهم المجتمع.. وعندما يكون التقرير بهذا الشكل فإنه يمثل منتهى التهاون بالمجتمع قبل أن يكون منتهى التهاون بمجلس الشورى، الذي وإن كان لا يستطيع التدخل بشكل عملي فإنه على الأقل يمثل جهازا بدأ يكتسب مزيدا من الأهمية في التواصل بين المجتمع وأجهزة الدولة. ولكن هل وزارة الشؤون الاجتماعية وحدها من تقدم هذا النوع من التقارير؟؟ قطعا لا، فمن أتيح له قراءة التقارير السنوية التي تقدمها كثير من الوزارات يجد أنها مكتوبة بلغة إنشائية تمارس التمجيد لبعض الإنجازات الثانوية لكنها لا تقدم المعلومات التي يبحث عنها المجتمع بخصوص مواضيع حيوية ومشاكل مزمنة. هكذا وبكل بساطة يتم وضع التقارير لأنها في ذهنية كثير من المسؤولين لا تزيد عن إجراء روتيني لن يهتم به أحد أو يحاسب عليه أحد، بل إن ما نسمعه دائما أن الجهة الفلانية تلقت الشكر والتقدير على تقريرها السنوي، دون أن نعلم ما هي مبررات ذلك الشكر، وما هي الإنجازات المهمة التي تستدعي تقديمه.. نحن نجهل الكثير عن أهم قضايانا. هل نعرف معلومات عن سياستنا المالية والنقدية والبترولية مثلا؟؟ كل ما يصل إلينا لا يزيد عن أخبار مقتضبة عن تقديم تقارير من تلك الجهات.. هل نعرف معلومات وافية عن سياسة التوظيف أو استراتيجيات معالجة البطالة من الوزارات المعنية بهذه القضية؟؟ الأمر لا يختلف عن القضايا الأخرى.. إذن المحصلة هي إما تقارير لا تفيدنا بشيء، وإما تعتيم كامل لكي نكون أكبر الجاهلين بقضايانا.. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة