عندما يتحدث مسؤول في وزارة معينة عن قضية مهمة ويطلب حجب اسمه فإن الأمر يعني فيما يعنيه عدم دقة المعلومات التي صرح بها أو توجسه مما يمكن أن يلحقه نتيجة ما صرح به. هكذا يبدو الأمر حين صرح «مصدر مطلع» في وزارة العمل لصحيفة المدينة يوم أمس عن برنامج للإحلال النسائي في بعض الوظائف يتضمن إجراءات تستهدف التوسع في مجالات عمل المرأة لتصحيح ما وصفه بالهدر الاقتصادي الناتج عن عدم تجاوز حصة المرأة في الوظائف نحو 10 في المائة فقط، الأمر الذي لا يتناسب أبدا مع ما أنفق على تعليمها وتأهيلها .. ما ذكره مصدر الوزارة لا يستدعي حجب اسمه لأنه لم يقل شيئا خطيرا، إلا إذا كان يعرف أن المناهضين لعمل المرأة سوف يشهرون عليه أسلحتهم ويضعونه في مجموعة عملاء الغرب الذي يريدون فساد الجوهرة المصونة وانحلال المجتمع. ما قاله المصدر لا يختلف عن «النوايا» التي تكرر ذكرها كثيرا حتى مللنا سماعها دون أن يتحقق شيء منها. وأطرف ما جاء في التصريح الأخير هو تشجيع الوزارة لعمل المرأة عن بعد وإعداد لوائح تنظيمية لهذا النوع من العمل، مما يجعل الذين يتابعون أخبارنا في الخارج يعتقدون أن مواقع العمل أصبحت مكتظة بالنساء ولم تعد أمامنا طريقة لاستيعاب الفائض سوى تأمين وظائف عن بعد. وفي ذات التقرير الذي نشرته الصحيفة يقول عضو مجلس الشورى صديقنا الدكتور طلال بكري: من الغريب أن نرى الدولة تنادي بإتاحة وتوفير كل احتياجات أبناء الوطن إلا أن المجتمع يرفض تلك المبادرات .. مؤكدا أن مجلس الوزارء ناقش في وقت سابق أهمية التوسع في مجالات توظيف المرأة وطالب بوجود أقسام نسائية في كافة الإدارات الحكومية .. وبودنا أن ننبه الدكتور طلال إلى أنه من الظلم اتهام المجتمع بصورة مطلقة بأنه يرفض عمل المرأة. إنها فئة قليلة لا تمثل كل المجتمع ولكنها مؤثرة تستطيع عرقلة التوجهات لتوسيع مجالات عمل المرأة. ولعله من المناسب الإشارة إلى مقال الشيخ أحمد بن باز في صحيفة الوطن يوم أمس الذي أكد فيه حاجة المجتمع إلى قرار سياسي في كثير من قضايا الجدل العقيم، وقال ما نصه: «إذا اختلفت وجهات النظر وتعددت الآراء والاجتهادات فللحاكم أن يتخير ما يراه مناسبا للأحوال ومحققا للمقاصد الشرعية والمصالح العامة، هذا فيما اختلف فيه العلماء، فما بالك بما هو من الحقوق الشرعية والمكتسبات الإنسانية التي جاء الإسلام لحفظها والعناية بها». ما قاله الشيخ أحمد بن باز هو ما نريده بالضبط، وهو الذي سينتشل المرأة من التغييب والبطالة والتحقير، ويحد من الهدر الاقتصادي، ويجعل المصادر المطلعة لا تخشى التصريح بأسمائها. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة