توعد وزير العمل المتلاعبين بالتأشيرات بالسجن و التشهير، لكنني لا أتذكر في حياتي أن وزارة العمل سجنت أو شهرت بأحد، بل إنني لا أتذكر أن التشهير طال أحدا غير بعض أسماك السردين، أما «الهوامير» فيتدثرون بالستر و يتنعمون بالملايين، إلا من كان خصمه «هامورا» أكبر !! خذوا سوق الأسهم على سبيل المثال، كلنا نعرف الهوامير التي تلاعبت بالسوق و منهم بعض مديري صناديق البنوك الذين استدرجوا الناس إلى الأعلى ثم ألقوا بهم إلى الهاوية، كم منهم عوقب أو شهر به ليتمكن المتضررون من مطالبته بالتعويض ؟! الناس تعي ما يحيط بها و ترى آثار النعمة الحديثة على اللصوص، خاصة أن اللصوص لا يبذلون جهدا في إخفاء آثار النعمة، نجدهم في الأمس موظفين يعيشون على مرتباتهم، ثم فجأة يتحولون في اليوم التالي لتقاعدهم أو تقديم استقالاتهم إلى مليونيرات يؤسسون الشركات و يديرون الاستثمارات وكأن الثروات تهبط من السماء بين يوم و ليلة !! ما فائدة سلاح التشهير إذا كان لن يسل إلا في وجه مالك محطة بنزين أو تشحيم ، و تاجر حديد أو موزع شعير ؟! نريد التشهير بكل من يتاجر بقوتنا و صحتنا و كرامتنا وحقوقنا، كائن من كان كما قال أبو متعب ، فأي عذر يجده القانون في اصطياد «الهوامير» ؟! [email protected]