عقدت شركة «أرامكو» دورة تدريبية لأربعين مفتشا ومشرفا في منافذ الجمارك للحد من عمليات تهريب المنتجات البترولية، الخبر يعيدني إلى قضية تهريب المشتقات النفطية في ميناء ينبع والتي اكتشفها بالصدفة مدير نابه انتدبته الجمارك ليحل محل زميل له أثناء قضاء إجازته!! كان التهريب يمر من الميناء عبر أنبوب يمر تحت البحر لمسافة 1500 متر استمر في ضخ منتجات نفطية تشتريها الشركة المهربة بالسعر المدعوم لتبيعها في عرض البحر لتجار السوق السوداء بالأسعار العالمية، واستمرت في عمل ذلك 11 عاما قبل أن يكتشفها بالصدفة مسؤول الجمارك المنتدب للعمل مؤقتا في الميناء، واللافت أن ميناء ينبع لم يكن المسرح الوحيد لعمليات تهريب الشركة، بل إنها تواجه اليوم اتهامات بممارسة نفس العمليات في موانئ ومنافذ أخرى!! نحن هنا لا نتحدث عن سرقة «علك» بخفة يد عند مدخل بقالة، أو عن عصابة تختبئ في النهار لتمارس السطو في الليل، بل عن مد أنابيب تتسع لمرور سيارات تمتد مئات الأمتار تحت سطح الماء، وعن كيانات مرخصة للاستثمار في قطاع يتطلب صلابة استثمارية وقاعدة عمل طويلة الأذرع، فالجريمة هنا ضخمة في تخطيطها وتنفيذها، وتأثيرها مضاعف لأنها تمس ثروة وطنية وتتعلق بسلعة تحمل الدولة تكلفة إنتاجها وتكريرها كي تتيحها بسعر أقل في الداخل، فيأتي من يتاجر بها بشكل غير مشروع لتحقيق ربح خيالي في الخارج لا يكلفه غير موت ضميره!! إن لصوص ثروات الأوطان لا يستحقون عند إدانتهم غير العقوبات الصارمة، والتشهير الذي يعريهم من وجاهتهم التجارية الزائفة!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة