تنافس العمالة الوافدة في المدينةالمنورة، الشركات والمعامل الوطنية المتخصصة في صناعة الأغذية في الحصول على حصة كبيرة من سوق إعاشة زوار المسجد النبوي، والذي يتجاوز حجم مبيعاته خلال موسم العمرة الذي يمتد ما بين ربيع الأول ومنتصف شوال ملياري ريال، حيث تعقد العمالة المقيمة صفقات مع أصحاب المنشآت السكنية والدور السكنية وبعثات العمرة من دول شرق وجنوب شرق آسيا لتوفير كميات الأغذية لكافة أفراد بعثات الحج والعمرة. ويركز أصحاب المطاعم العشوائية ومعامل الأغذية المخالفة في نشاطهم الخفي، على بعثات حج دول أفريقيا ودول شرق وجنوب شرق آسيا لترويج الأغذية المصنعة من قبلهم ويتولون نقلها إلى مساكن الزوار والمعتمرين والحجاج بسيارات خاصة تفتقد غالبا لقواعد السلامة الغذائية، ما ينذر بحدوث حالات تسمم غذائي جراء غياب الرقابة عن تلك المطاعم التي تعقد صفقاتها بعيدا عن أعين الجهات الرقابية التابعة للصحة والأمانات والبلديات الفرعية. فيما أشار متعاملون إلى أن المطاعم العشوائية التي تتولى تصنيع تلك الأغذية تتقاضى مبالغ طائلة تتجاوز مئات الآلاف من الريالات خلال بضعة أسابيع تمثل نسبة كبيرة من سوق الأغذية، فيما يتركز نشاط المطاعم والمطابخ العشوائية داخل الأحياء الشعبية وينحصر نشاطهم في فنادق الثلاث نجوم وتلك المصنفة بدون المتوسط، ورغم التنافس الذي يشهده سوق إعاشة الزوار والمعتمرين في الدور السكنية، إلا أن معامل الأغذية ترتبط بعوامل تتشابه من حيث أدائها وطريقة ممارسة نشاطها بعيدا عن الرقابة وأيضا افتقادها لاشتراطات السلامة الغذائية. مطاردة إلكترونية ويلجأ عدد من معامل تصنيع الأغدية والمطابخ التقليدية إلى الشبكة العنكبوتية للوصول إلى بعثات الحج والعمرة ونهج أسلوب التخفي داخل مواقع الإنترنت، بعيدا عن جهات الرقابة الميدانية، وبرزت أخيرا مئات الإعلانات على سبيل المثال (توجد لدينا مؤسسة إعاشة تقوم بتوفير الإعاشة للحجاج بسعر 50 ريال للفرد)!! فيما وضع مطبخ في المدينةالمنورة إعلانا عن إمكانية توفير وجبات وبوفيهات لبعثات العمرة والحج في الدور السكنية، ووضع رقم جوال للتواصل مع المطبخ دون تحديد العنوان، فيما امتدح صاحب مطابخ منتجاتهم الغذائية والطلب من بعثات الحج وممثلي شركات العمرة التواصل معه عبر الاتصال على هاتفه الجوال للحصول على قائمة الأطعمة التي يتكفل بإعدادها للراغبين من بعثات الحج والعمرة. رقابة ميدانية إلى ذلك، كثفت الجهات المعنية حملاتها الرقابية من صحة المدينة والأمانة على العمالة الوافدة التي تدير نشاط إعاشة الزوار في المدينةالمنورة، وضبطت فرق المتابعة الميدانية التابعة الأغذية في أمانة المدينة بمشاركة جهات أمنية أخيرا، وافدات أفريقيات يدرن مطبخا شعبيا لإعداد الوجبات وتجهيز الأطعمة لتوزيعها على الزوار دون ترخيص، إضافة لافتقاد المطبخ لأدنى الاشتراطات الصحية، حيث يتم تحضير الأغذية في الأواني والأدوات غير الصالحة، وتم تحرير محضر ضبط بالحالة وإحالة المقبوض عليهم للجهة المختصة وتحريز المضبوطات. و بين ل «عكاظ» مصدر في الإدارة العامة لشؤون الأسواق في أمانة المدينةالمنورة أن الوافدات الأفريقيات خالفن الأنظمة جراء تحضيرهن الأغذية في منزل شعبي في حي الزاهدية غير مستوف لأدنى قواعد السلامة الغذائية المرتبطة بإعداد وتجهيز الأغذية وتوزيعها على بعثات الحج والعمرة، ما يعرض صحة مستهلكيها للخطر وحدوث حالات تسمم غذائي، إضافة إلى سوء تخزين المواد الغذائية ومخالفة الاشتراطات الصحية للمبنى والتجهيزات وتدني مستوى النظافة العامة في الموقع، موضحا ضبط أوان للطبخ وعبوات لبلاستيكية وأنابيب غاز خلال الحملة، وإتلاف كافة الأغذية المضبوطة وأدوات الطبخ لعدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمي. خطة وقائية من جهتها، تخوض أمانة المدينة حملة واسعة للكشف عن أماكن إعداد الوجبات غير المطابقة للاشتراطات الصحية، ومنع تسربها إلى الزوار والحجاج ضمن نشاطات وقائية يجري اتخاذها لمنع الظواهر السلبية في محيط المنطقة المركزية في المدينةالمنورة، وتواصل الفرق الميدانية الكشف على نحو ثمانية آلاف محل ومعمل تمتهن صنع وإعداد الوجبات الغذائية في المدينةالمنورة ضمن خطة موسم العمرة الحالي، ومضاعفة الرقابة داخل الأحياء لرصد المساكن التي يشتبه في أنها تحوي مطابخ عشوائية لإعداد وجبات غذائية للزوار والمعتمرين، وذلك ضمن الخطة التشغيلية للبلديات الفرعية في مجال خدمات النظافة العامة ومراقبة الأسواق والوقاية الصحية. ولا تنحصر محاور الخطة الوقائية في استخدام المعدات الحديثة لتنظيف ساحات المسجد النبوي، ومطاردة الباعة الجائلين ومنع الافتراش في المنطقة المركزية فحسب، بل تركز جزءا كبيرا من عملها الميداني علي تنفيذ جولات رقابية يومية على مطابخ الفنادق ودور سكن الزائرين للتأكد من صلاحية ما يقدم فيها من أغذية ومشروبات لضيوف الرحمن وزوار المدينةالمنورة، وتكثيف أعمال النظافة والرقابة على مدار الساعة في مواقع الزيارات التاريخية مساجد قباء، القبلتين، الميقات، سيد الشهداء ومنطقة السبعة مساجد، إضافة إلى تنفيذ أعمال خدمات النظافة والوقاية الصحية في مدينتي حجاج البر والبحر، والرقابة الصحية على الأعمال المتعلقة بالصحة العامة والبالغ عددها أكثر من 7945 محلا يشمل البوفيهات والمطاعم؛ للتأكد من صلاحية المعروض فيها للاستهلاك الآدمي ومدى مطابقته الاشتراطات الصحية ونظامية للعاملين بها والتأكد من خلوهم من الأمراض السارية. ليس هذا فقط، بل إن الخطة تشمل الرقابة البيطرية والصحية على المسالخ الحكومية والأهلية، والاستراحات والمطاعم الواقعة على طريق الحج (تبوك الهجرة الرياضالقصيم) للتأكد من صلاحية المواد الغذائية الاستهلاك الآدمي وانطباق الاشتراطات الصحية والنظامية للعاملين بها. بدورها، حذرت الهيئة العامة للسياحة بدورها شركات ومؤسسات العمرة من إسكان المعتمرين في دور ومساكن غير مصنفة، وذلك للحيلولة دون تعرض المعتمرين لاستغلال المجموعات الغذائية وأصحاب المطابخ غير المصرح لها عبر تقديم الوجبات اليومية غير الموافية للاشتراطات الصحية للزوار والمعتمرين.