ثمة أمور يقوم بها أفراد المجتمع بآلية ودون تفكير أو اعتراض، وهذه ما يمكن تسميتها بالعادات والتقاليد التي يؤمن بها الغالبية، من هذا المنظور يمكن أيضا فهم لماذا لم يعترض أي مواطن على ما حدث في برنامج مسابقات كان يقدم طوال شهر رمضان قبل الإفطار على إحدى الإذاعات؟. وكانت المسابقة سؤالا يطرح على شخص يقف في النصف الأخير من الطابور أمام محل الفول، إن أجاب الشخص على السؤال سيتخطى كل الطابور ليأخذ الفول قبل البقية رغم أنه جاء متأخرا. طوال الحلقات التي تابعت فيها البرنامج كنت أنتظر أو كنت أتمنى حدوث مشكلة واحدة لأطمئن أن الغد أجمل، ولكن وللأسف لم أسمع عبر الأثير سوى الفرح والتصفيق، وربما هناك من كان يقف في الطابور ويحسد ذاك المحظوظ، وهذا أمر محبط ومؤشر خطير على أن الغالبية يقبلون بهذا الواقع القبيح ولا يريد أحد تغييره، أو ربما بسبب جهلهم بالحقوق لا ينتبهون إلى أن حقوقهم انتهكت. من حق الإذاعة أن تدفع عن المتسابق قيمة الفول، أو من حق صاحب المحل أن يقدم له الفول مجانا دون أن يعترض أحد فهذه حقوقهما، بيد أنه لا يحق لهما أي الإذاعة وصاحب المحل أن يتعديا على حقوق كل من يقفون في الطابور، كذلك لا يحق للواقفين أن يقبلوا بأن تسلب حقوقهم وإن بدا الأمر لا يتعدى «صحن فول» . إن خطورة جهل الإنسان بحقوقه أو تقبل سلبه حقوقه دون اعتراض، هو في نهاية المطاف لن يقوم بالواجبات المناطة به، لأن الأمرين مرتبطان سويا لا يمكن لأحدهما أن يأتي وحيدا. فهل يغير الطيبون عادتهم ولا يقبلون بمسابقات جائزتها قائمة على سلبهم حقوقهم ؟. صحيح أن القضية لا تتعدى سوى «صحن فول» ، والصحيح أيضا من لا يدافع عن حقه في «صحن الفول» هو لن يدافع عما هو أهم من «الفول» . S_ [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة