وبما أن مقال الأمس كان يتحدث عن الحقوق والفول، وكيف هم أغلب أفراد المجتمع تعودوا على ألا يدافعوا عن حقوقهم وهي تسلب أمام بوابة «الفول»، يمكن لنا الطرق على مسألة الحقوق والواجبات، وأن سقوط واحد منهما يعني ضياع الآخر، ولن يعود ما لم يعد رفيقه؟ رصدت «هيئة الرقابة والتحقيق» 70130 حالة غياب بين الموظفين الحكوميين في رمضان كما ذكرت جريدة «عكاظ»، مما دعا الهيئة بالمطالبة بتطبيق نظام جديد يحد من هذه الظاهرة في الأيام الأخيرة التي تسبق الإجازات الرسمية، ولكن هل لو تم وضع نظام جديد ستختفي هذه الظاهرة، أم سيتم التحايل على النظام الجديد كما حدث للقديم، أم الواسطة ستدمر هذا النظام؟ علي التنبيه بأن تفشي الواسطة مرتبط أيضا بغياب ثقافة الحقوق لدى الإنسان السعودي، لهذا أصبح يرضى أن يمر أمامه شخص ويسرق دوره؛ ليس لأن مع الآخر موظفا يصطحبه فقط، بل لأن هذه الحالة أصبحت من ضمن نسيج المجتمع المتعارف عليه والمقبول. وأكمل: إن ال «23%» من الموظفون الذين رصدت «الهيئة» غيابهم، يخبرنا أن فقدان أحدهما «الحقوق والواجبات» يعني غياب الآخر. فالموظف الذي لا يعرف حقوقه، أو لم يدرب على أخذ حقوقه، أو يرى حقوقه تذهب أمامه، هو في النهاية لن يقوم بواجباته، أما لماذا لن يقوم بواجباته؟ تخيل أنك موظف جديد في عمل ما، جئت ولديك طموح وأحلام تريد تحقيقها، مع الوقت ومع مشاهدتك أن من لا يعمل أو من يغيب، يستلم في نهاية الشهر نفس ما تستلمه أنت، من الطبيعي أن الغالبية وكالعادة يتعايشون مع الواقع كما هو، فتبدأ أحلامك تتبخر واحدا تلو الآخر إلى أن تؤمن بأن هذا هو الواقع، فتتخلى عن طموحك وتحاول مثل الغالبية ألا تقوم بواجبك. مع الوقت ستنسى الأسباب التي دفعتك لعدم القيام بواجبك، ويصبح الأمر عادات وتقاليد، سترصدها «هيئة الرقابة والتحقيق» ليس قبل الإجازة الرسمية، بل حتى في الأيام العادية، فالإنسان أسير عاداته، وغياب الحقوق عادة صنعت من عدم قيام الموظف بواجباته عادة أخرى. S_ [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة