حينما يذهب المستشار الأسري والنفسي الدكتور مسفر المليص، في التأكيد أن ارتفاع نسبة الطلاق بين السعوديات يعود السبب فيه إلى المواقع الاجتماعية مثل «فيس بوك» و«تويتر» وبرامج «الاي فون» و «الدردشات». ويحمل هذه التقنية مسؤولية 25 في المائة من حالات الطلاق، فهو يجافي الحقيقة، أو ينطلق من الخشية المتولدة من مجهول، فغالبا يكون المجهول مصدر قلق لنا، وإذا جاء من نثق به ليعزز هذه الخشية تم تعميم التحذيرات ليصبح أي إنسان في نفس الدائرة متهيبا ومحملا ذلك المجهول مسؤولية تردي أوضاعه. ومنذ دخول أول وسيلة إعلامية تواصلية لمجتمعنا؛ وهي الإذاعة شبت مخاوف وتناقلت الألسن أن ماردا قادما ليعصف بالمجتمع، ثم ظهرت المخاوف مع ظهور التلفاز، ومع السينما، ومع التلفون، وبعد ذلك الجوال وقامت الدنيا ولم تقعد مع ظهور الجوال المصحوب بكاميرا، كل هذه المقتنيات كانت تحمل نبوءة أنها ستفسد المجتمع ..فهل أفسدته حقا.؟ لندع هذا السؤال قليلا، من يعيش بيننا يعلم علم اليقين أنه لا يوجد مجتمع في العالم يخاف من وسائل التقنية أكثر من مجتمعنا، ولايوجد في العالم مجتمع يقتني كل أنواع التقنية مثل مجتمعنا. وبين حالتي التطرف هذه، يمكن لنا أن نتحدث عن ارتجاج هذا المجتمع وخشيته من كل شيء. ولو أن الدكتور مسفر انطلق من دراسته من هذا الفصل، لربما توصل إلى نتائج بحثية تعتمد على البحث المحايد، لأن هناك بحوثا تنطلق من نتيجة سابقة. والدكتور مسفر أظنه انطلق من خشيته السابقة من وسائل التواصل؛ وهي الخشية المرسخة في ذهنيات الكثيرين (والكثيرون هذه ليس لها علاقة بالمستوى التعليمي، بقدر علاقتها بالقناعات الثقافية المتجذرة في الفرد ) . وإذا كانت إحصائيات نسب ارتفاع الطلاق في مجتمعنا حادثة من قبل وجود هذه المواقع الاجتماعية،فكيف لدراسته أن تستقيم، ولو غضضنا الطرف وبصمنا على حيادية الدراسة سنقول: ماهي مسببات طلاق 75 % الأخرى فربما يكون هناك سبب يفوق 40 % ولم يتصدر الدراسة، بل تصدرها سبب في الأصل هو (العفريت) الذي يخاف منه المجتمع. ثم لو أن هذه المواقع تؤدي إلى الطلاق، فهو سبب حقيقي لإعادة دراسة مجتمع رخو لهذه الدرجة تتفكك الروابط الأسرية فيه لمجرد دردشة أو تعليق. وهل هذه المواقع مسؤولة عن النسبة القائلة إن أكثر من 60 في المائة من حالات الزواج تنتهي في عامها الأول. أعلم أن الأرقام مرعبة في مسألة الطلاق، حيث تذهب دراسة لوحدة الأبحاث في مركز الدراسات الجامعية، أن معدل الطلاق في المملكة ارتفع من 25 في المائة إلى أكثر من 60 في المائة خلال ال20 سنة الماضية. كما تبين السجلات الرسمية لوزارة الخدمة الاجتماعية وقوع أكثر من 25 ألف حالة طلاق في عام 2009، مقابل 120 ألف حالة زواج في العام ذاته. موضوع الطلاق يجب النظر له وفق بيئته؛ أي دراسة المحفزات على الطلاق الحقيقية، وحلها أما التواصل بين البشر فهو ليس دافعا لتفكك الأسر، مالم تكن تلك الأسر قابلة لتفكك، وهذا هو الأجدى بتعميق الدراسة وإيجاد الحلول [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة