لا يخلو الجانب النسائي في الثورات العربية من أهمية ومفارقات وطرائف ومواقف سوف تفرض نفسها في سجل كل ثورة. أسماء ترددت كثيرا في مسلسل كل واحدة من هذه الثورات، منها ما سوف يتذكره الناس بالاحترام، ومنها ما سوف يرتبط ذكره بالسخرية والاحتقار. في الساحة التونسية ربما لا يتذكر الكثير فتاة كان لها دور مهم جدا في إذكاء شعلة الثورة وبث الحماس لدى الشباب. «لينا بن مهري» مدونة وناشطة اجتماعية استطاعت رغم الحصار الشديد أن تكشف للعالم عبر مدونتها جرائم النظام ومعاناة الشعب من خلال رصدها لوقائع في منتهى البشاعة، قاومت حصار شبكة الانترنت، وجيشت الشباب قبل وبعد حادثة بوعزيزي، لتكون أحد العناصر المهمة في وقود الثورة الذي أحرق بن علي. في مصر هناك الكثير من الفتيات اللاتي أسهمن بدور فاعل في الإعداد لشعلة 25 يناير، شباب الثورة يعرفهن جيدا لكننا خارج مصر نعرف جيدا «أسماء محفوظ»، أحد العناصر البارزة في حركة 6 أبريل التي فتحت كتاب الاحتجاج على الأوضاع المتردية وأسست الاستعداد الشبابي الذي فجر ثورة يناير. حضرت أسماء بقوة خلال الثورة، وبسبب مناكفاتها المستمرة والسقف العالي لآمالها وتوقعاتها تعرضت للتوقبف والمساءلة فغضبت مصر لأجلها وأطلق سراحها لتستمر في نشاطها السياسي.. في اليمن كانت الناشطة «توكل كرمان» اسما بارزا قبل وبعد بداية الثورة في 11 فبراير. حضرت بقوة في ساحة التغيير ولعبت دورا تنظيميا قياديا، وظهرت في وسائل الإعلام بشكل يجبر على الاحترام وهي تعبر عن مطالب الشعب بلغة سياسية احترافية راقية. تعرضت للخطف والاعتقال لكن النظام وجد نفسه في فضيحة أخلاقية أكثر منها سياسية فلم يكن أمامه سوى إطلاق سراحها ليستمر نضالها السلمي. في المقابل، هناك صدفة عجيبة حين حضرت أسوأ سيدتين في أسوأ نظامين واجها ثورة شعبيهما.. في ليبيا كانت الإعلامية الأمية الجاهلة هالة المصراتي تلعلع أكثر من زعيمها القذافي. كل يوم تخرج بتفاهات وغرائب وعجائب. توافق عجيب في قلة العقل يجمعها مع زعيمها. ناضلت في غرفة البث التلفزيوني حتى بعد اختفاء الزعيم، وفي آخر يوم خرجت على المشاهدين شاهرة مسدسها، تقسم أنها يا قاتلة يا مقتولة، لكن تم القبض عليها بعد لحظات كأي جرذ مستسلم دون أن تقتل أحدا أو تنتحر وفاء لقسمها.. السيدة الأخرى هي الرفيقة «بثينة شعبان» المستشارة الإعلامية لبشار الأسد، التي منذ بداية الأزمة وهي تكذب وتنافق بشكل مقرف، لكننا بعد أن اكتشفنا مغالطة رموز النظام وإصرارهم على التزييف فهمنا أنها الشخص المناسب للنظام المناسب. هل تدري الرفيقة بثينة أن مصيرها لن يكون أفضل من مصير رفيقتها المناضلة هالة المصراتي؟ [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة