سيطر الثوار الليبيون، أمس، على مبنى التليفزيون الرسمي في العاصمة طرابلس الذي توقف إرساله بعدما اقتحموا المبنى. وأعلنوا أنهم اعتقلوا المذيعة المثيرة للجدل هالة مصراتي، التي عرف عنها تأييدها المطلق للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. وكانت مصراتي لوحت أخيرا بمسدس في بث حي مباشر، متعهدة بالولاء للقذافي، وقالت محذرة الثوار الذين كانوا يزحفون باتجاه طرابلس، إنها وزملاءها سيدافعون عن التليفزيون «ويستشهدون إذا اقتضى الأمر». وتوعدت هالة الثوار، وقالت: «هذا سلاحي.. يا قاتل يا مقتول. القناة الليبية.. القناة الشبابية.. قناة الجماهيرية.. طرابلس.. ليبيا.. كلها مش حتخدوها. اللي معندوش سلاح مستعد أنه يكون درعا من أجل حماية زميله وزميلته في هذه القناة». وأثارت مصراتي جدلا منذ اندلاع الثورة الليبية عبر برنامجها اليومي، الذي كانت تنشر فيه آراء عدت غريبة، وهزلية. وأعادت هالة بذلك الذاكرة إلى حقبة وزير الإعلام العراقي إبان الحرب محمد الصحاف، سواء بتعليقاته أو استخدامه لمفردات لم تكن معروفة على المستوى العام آنذاك، على غرار كلمة «العلوج». ومن طرائف هالة أنها ذكرت أن تبني مجلس الأمن لقرار حول ليبيا حرام شرعا لأن التبني لا يجوز في الإسلام، على حد تعبيرها. كما قالت إن «الله يؤيد القذافي بجنود لا ترونها وبملائكته». ووصفت الثوار المناهضين للنظام الليبي بالثيران. وتستشهد المذيعة في برنامجها الذي كان يعرض يوميا على قناة «الليبية» الحكومية بما وصفته «إنصاف الله للقذافي عبر عوامل الطبيعة مثل المطر والعواصف». ولتأكيد ذلك عرضت صورة في برنامجها لعاصفة رملية صفراء زعمت أنها تطارد الثوار الليبيين. وهي من مواليد طرابلس وحاصلة على ليسانس قانون من جامعة الفاتح عام 2003. وقد أسس عدد من الليبيين صفحة على موقع «فيسبوك»، يطالبون فيها بمحاكمة المصراتي، بسبب «الخيانة العظمى، والادعاء على الله بالباطل، وإصدار فتاوى شرعية باطلة، والسب والقذف والتشهير، واستغلال موقعها الإعلامي في تعذيب الثوار نفسيا وعصبيا».