.. ليس بدعا أن تختلف لغة الحوار الثقافي بين حين وآخر، لما يستجد في العالم من تغيرات في المفهوم، وتطور في الأداء. النادي الأدبي الثقافي بمكة المكرمة أصدر قبل حين «بحوث ملتقى خطابنا الثقافي في كتاب تضمن قراءة الحاضر واستشراف المستقبل». وفي مستهل الكتاب جاء في كلمة الافتتاح ما يكشف عن الخطوة والملمح لمحتواه بما نصه : في وقت يشهد فيه الخطاب الثقافي حركة تطور وتشكل في صياغة المضمون والآلية، ليس فقط بسبب تغير مجريات الأحداث، بفعل العولمة الكونية الوافدة، وإنما لأمور أخرى عديدة، من أبرزها: أولا: إن الثقافة في حد ذاتها في تغير دائم. ثانيا: لأن الثقافة هي محور أساس في استراتيجية التنمية الشاملة، فلكل من السياسات الاقتصادية والاجتماعية بمعناها الواسع، بعدها المتجذر، ولا بد من ثم، أن يسعى الخطاب الثقافي جاهدا إلى التماس قيام التكامل بين هذه المسارات، وتحقيق التفعيل والتفاعل الإيجابي مع السياسات الاقتصادية والاجتماعية. وثالثا: لأهمية إجراء المراجعة التي تستدعي التقويم كما تستدعي استحضار ما تهمش، ودفعه إلى ما يستحق من سلم الأولويات . وثمة منعطف تاريخي آخر، أو بالأحرى تجسيد لنقلة تصحيحه انبثقت في فعالية الجنادرية في عام 1423ه وكانت المبادرة فيها للخطاب الديني، الذي كان أسرع استجابة للمتغير وإن لم تكن استباقية، تمثل هذا في الرؤية الرحبة والفكر المستوعب، وكان لذلك تأثيره المتبادل مع التيار الثقافي، فالمعروف أن أية نهضة وإصلاح ديني يمتد أثرها الفاعل إلى سائر مناشط الحياة. ولقد تعزز هذا التوجه بخطبة العيد لفضيلة الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد التي ذكر فيها الأمة بالمغزى الشرعي لإشراقة العيد وبهجته، فلقد كنا كأن لم يكن لنا قبلها عيد نفرح باعتياده ونستبشر بمقدمه، وكان في وقع هذه الخطبة أن أصدرت مدينة الرياض كتابا احتفاليا ضخما بالعيد وتوجته في أول صفحة بخطبة الحرم المكي في العيد. لقد كان التعتيم على صوت المرأة في خطابنا الثقافي، خلال فترة من الفترات، تعطيلا لجانب مهم في بنية المجتمع، ومصادرة لقيمة متميزة في مشهدنا الفكري، لذلك كانت رغبتنا أن يكون للصوت النسائي حضور فاعل في جلسات الندوة، وأن تكون كلمتها ممثلة للمشاركين والمشاركات . تحية شكر وتقدير للنادي الأدبي الثقافي بمكة المكرمة على ما قدمه للمكتبة. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة