افتتح وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشئون الثقافية الدكتور عبد العزيز السبيل يوم أمس فعاليات ندوة (خطابنا الثقافي قراءة الحاضر واستشراق المستقبل) التي ينظمها نادي مكة الثقافي الأدبي خلال الفترة من الرابع عشر حتى السادس عشر من الشهر الحالي بحضور عدد من العلماء والمفكرين والأدباء والمثقفين وذلك بفندق الشهداء بمكةالمكرمة. وقد بدأ الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم القى رئيس نادي مكة الثقافي الأدبي رئيس اللجنة التحضيرية للندوة الدكتور سهيل بن حسن قاضي كلمة رحب فيها بالحضور مشيرا الى ان هذه الندوة تنعقد تفعيلا لما اخطته النادي في استراتيجيته المعلنة في وقت يشهد فيه الخطاب الثقافي حركة تطور وتشكل في صياغة المضمون والالية ليس فقط بسبب تغير مجريات الاحداث بفعل العولمة الكونية الوافدة وإنما لامور اخرى عديدة من ابرزها ان الثقافة في حد ذاتها في تغير دائم ولان الثقافة هي محور اساس في استراتيجية التنمية الشاملة ولاهمية اجراء المراجعة التي تستدعي التقويم كما تستدعي استحضار ما تهمش ودفعه الى ما يستحق من سلم الاولويات. وابان ان خطابنا الثقافي يحتاج الى ثقافة الخطاب التي تقوم على الموضوعية والشفافية وحسن الجواب لافتا الى ان التعتيم على صوت المرأة في خطابنا الثقافي كان خلال فترة من الفترات تعطيلا لجانب مهم في بنية المجتمع مما استدعى الى قيام النادي باستحضار صوت المرأة بفاعلية في جلسات هذه الندوة لتكون كلمتها ممثلة للمشاركين والمشاركات. إثر ذلك ألقى أمين عام الندوة الدكتور صالح بن سعيد الزهراني كلمة وأوضح فيها أن هذه الندوة التي تهدف إلى رسم صورة واضحة المعالم لواقع خطابنا الثقافي وإبراز جوانب القوى بها وتحديد مواطن الضعف لمعالجتها ستتولى مناقشة 24 بحثا وورقة عمل مقدمة من عدد من المفكرين والباحثين وأساتذة الجامعات في المملكة من خلال ست جلسات موزعة على يومي الثلاثاء والأربعاء. واوضح ان هذه الندوة العلمية هي لبنة اولى في عمل طويل يقدم من خلاله قراءة عميقة لخطابنا الثقافي انطلاقا من رؤية النادي وتحولات المرحلة وترشيح ثقافة المؤسسة واستشعار بمسؤولية المشاركة في صناعة خطاب ثقافي يكون جزءاً من الجبهة الداخلية لمقاومة ثقافة العنف. بعد ذلك ألقت سهيلة بنت زين العابدين حمّاد عبر الشبكة الصوتية الداخلية كلمة المشاركين في الندوة اكدت خلالها ان خطابنا الثقافي في حاجة الى تغيير لانعدام توازنه لانه خطاب ذكوري في اغلبه مهمشا للمرأة علاوة على كونه لا يقبل الاخر ولانه يتعامل مع المرأة وفق مفاهيم خاطئة. وابانت ان القائمين على نادي مكة الثقافي الادبي ومنظمي هذه الندوة جادين في تغيير خطابنا الثقافي لتحقيق الاهداف التي وضعت مطالبة من وزارة الثقافة والاعلام بدعوة الاديبات السعوديات للمشاركة في مؤتمرات الاندية الادبية. عقب ذلك ألقى وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشئون الثقافية الدكتور عبد العزيز السبيل كلمة اكد فيها على حرص واهتمام وزارة الثقافة والاعلام بمتابعة شخصية ومستمرة من معالي وزير الثقافة والاعلام الاستاذ اياد بن امين مدني على الارتقاء بالحركة الثقافية والادبية في بلادنا المباركة وتعزيز افاق الخطاب الثقافي وتمكين الجميع من ايصال خطابهم الثقافي وذلك من منطلق حرص واهتمام حكومتنا الرشيدة على توفير الشفافية للخطاب الثقافي وفتح باب الحوار امام الجميع مؤكدا على ان الحوار الوطني الذي دعمه ولاة امرنا رعاهم الله ما هو الا دليل صادق النهج القويم الذي تسير عليه بلادنا المباركة للاستماع الى اصوات الجميع والمشاركة في رسم الخطى الثابتة المستمد من تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف لمنجزاتنا وحضارتنا وواقعنا الاسلامي الثقافي المعاصر متمنيا لكافة المشاركين في الندوة التوفيق والسداد والخروج بتوصيات بناءة تخدم خطابنا الثقافي. واعرب عن شكره وتقديره لرئيس النادي وكافة العاملين معه على جهودهم في تنظيم هذه الندوة. هذا وستنطلق فعاليات الندوة اليوم وذلك بعقد أربع جلسات تتناول أبحاثا في مجال خطابنا الثقافي بين الحجب والإظهار وقراءة التراث عامة والتراث الديني خاصة وكذا الخطاب والإصلاح ملحق الرسالة أنموذجا ورؤية نحو الإصلاح الثقافي والخطاب الثقافي ضحية الخطاب الإعلامي وأيضا المواءمة بين حتمية تحول الخطاب الثقافي وهيمنة الخصوصية النسقية والخطاب الثقافي وملامح المستقبل والنخبة العالمة في مكةالمكرمة وأثرها في تكوين الثقافة الحديثة علاوة على خطاب العنف الإرهابي قنواته وآثاره والخطاب بين ثقافتي الحوار والعنف والحوار الوسط بين النص والواقع وكذلك اثر الخطاب الثقافي في نشر ثقافة الحوار وسؤال الهوية الثقافية بين الرؤية المحلية ونظيرتها العربية بالإضافة إلى الخطاب النسوي ما بين الهوية والخصوصية النسقية والعصبيات وأثرها على الهوية الوطنية وهويتنا الثقافية في ظل العولمة. فيما ستختتم الندوة يوم غد بعقد جلستين يناقش خلالهما موضوعات تجديد الخطاب الثقافي وأدب وثقافة الطفل في خطابنا الثقافي وواقع صحافتنا المحلية وسمات الخطاب المؤثرة فيها وكذا خطابنا الثقافي في تفاعله مع الآخر والذات في ضيافة الآخر وخطابنا عن الذات والآخر بين التهويل والتهوين بالإضافة إلى الذات الشاعرة والآخر الغربي.