رفض النظام السوري الاستجابة للدعوة الموجهة له من قبل الجامعة العربية لوقف إراقة الدماء، وواصل قمع الاحتجاجات حيث قتل أربعة أشخاص وأصيب أكثر من عشرة عقب صلاة التراويح البارحة في مدينة البوكمال. وذكرت مصادر محلية أن ثلاثة مدنيين على الأقل قتلوا وأصيب خمسة آخرون بجروح، بينما قتل أحد عناصر الأمن وجرح ستة آخرون في مواجهات وقعت بعد خروج تظاهرات من المساجد وتوجهها إلى الساحة الرئيسة في المدينة التي قطعت عنها الكهرباء بشكل كامل. وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عشر دبابات تتبعها ثلاث سيارات تابعة للأمن أطلقت النار عبر رشاشات ثقيلة ثبتت عليها فور اقتحامها مدينة خان شيخون في ريف ادلب أمس، مما أسفر عن مقتل شخصين وجرح تسعة آخرين. وتحدث المرصد عن مقتل شخص ثالث في بلدة انخل القريبة من درعا. وأوضح أن قوات عسكرية تضم مئات العناصر ونحو 150 آلية اقتحمت صباح أمس قرى عياش، الخريطة والحوايج في محافظة دير الزور ونفذت عملية دهم للمنازل بحثا عن نشطاء وأحرقت منازل لنشطاء متوارين عن الأنظار. وأعلن النظام السوري عن تحفظه على بيان جامعة الدول العربية الذي دعا إلى وقف إراقة الدماء وتحكيم العقلواعتبرته «كأن لم يصدر». وأكدت مندوبية سورية في مذكرة أرسلتها إلى الأمانة العامة للجامعة أنها «سجلت رسميا تحفظها المطلق» على البيان الصادر البارحة الأولى عن الجامعة العربية وتعتبره كأن لم يصدر. من جهته، صرح الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أنه «على استعداد لزيارة سورية اليوم قبل الغد من أجل حمل المبادرة العربية لحل الأزمة السورية». وقال إنه «في انتظار رد الحكومة السورية» على طلب الزيارة. وأكد وزراء الخارجية العرب في بيان صدر في ختام اجتماعهم الطارئ مساء السبت في القاهرة أنهم «طلبوا إلى الأمين العام القيام بمهمة عاجلة إلى دمشق ونقل المبادرة العربية لحل الأزمة إلى القيادة السورية». ودعا الوزراء في بيانهم إلى «وضع حد لإراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الأوان». وأعربوا عن «قلقهم وانزعاجهم إزاء ما تشهده الساحة السورية من تطورات خطيرة أدت إلى سقوط آلاف الضحايا بين قتيل وجريح من أبناء الشعب السوري الشقيق». بدوره، عبر الرئيس التركي عبد الله غول عن فقدان ثقته بالنظام السوري مع استمرار حملته الدامية ضد المحتجين. وقال غول في مقابلة مع وكالة الأناضول «في الواقع وصل الوضع إلى حد أنه لم يعد أي شيء يكفي إذ جاء بعد فوات الآوان». وأشار إلى وعود الأسد بوقف الحملة التي لم تتحقق مضيفا «فقدنا ثقتنا». وتابع غول «لم يعد في عالم اليوم مكان للحكم المستبد وحكم الحزب الأوحد والأنظمة المغلقة». «لا بد أن يعرف الجميع أننا نقف إلى جانب الشعب السوري.. الأساس هو الشعب». وكررت تركيا دعوة الأسد للبدء بإصلاحات من دون أن تصل إلى حد مطالبته بالرحيل.