اعتبر مصدر دبلوماسى عربى رفيع المستوى ان البيان الذي صدر عن الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب بشأن سوريا كان أقل مما كان توافقا عليه قبيل الاجتماع وفي اللقاءات التشاورية. وأوضح المصدر الذى شارك فى الاجتماع الوزارى أنه كان هناك توافق على تشكيل لجنة عربية لتقصى الحقائق تضم عددا من الدول العربية وهى الاردن وتونس وقطر والأمين العام للجامعة العربية، وبعد أن كان التوافق بالفعل على مشروع بيان بشأن تشيكل اللجنة الوزارية العربية ترأسها سلطنة عمان الرئيس لتتوجه لدمشق لطرح المبادرة العربية لحل الأزمة، نجحت سوريا في تخفيض مستوى هذه اللجنة لتقتصر على الأمين العام الذي سبق أن زار دمشق وخرج بيان آخر انذاك مخيب لآمال الكثيرين. وأوضح المصدر أن الاجتماع طرح مبادرة عربية تدعو للإصلاح في سوريا تتضمن 14 نقطة أهمها وضع جدول زمني للإصلاح، وتشكيل لجنة تشاورية بعضوية الأمين العام للجامعة العربية ومفتوحة العضوية لمتابعة هذه المبادرة. وقال المصدر إن مخاوف بعض الدول العربية من أن يعطي أي موقف عربي حازم غطاء لتدخل غربي على غرار ماحدث في ليبيا هو الذي قوى موقف دمشق في الاجتماع. وقد دعت الجامعة العربية إلى وقف إراقة الدماء في سوريا وحثت على احترام حق الشعب السوري في رؤية إصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية. وقرر وزراء الخارجية العرب في بيان صدر ليل السبت الأحد في ختام اجتماع غير عادي لمجلس الجامعة العربية بالقاهرة إرسال الأمين العام للجامعة إلى دمشق في محاولة للتوسط لإنهاء الأزمة. وأفاد البيان ان الوزراء العرب طلبوا الى الأمين العام القيام بمهمة عاجلة الى دمشق ونقل المبادرة العربية لحل الأزمة الى القيادة السورية. ولم يحدد البيان مضمون هذه المبادرة كما لم يحدد موعد مغادرة العربي الى العاصمة السورية، لكن الوزراء دعوا في بيانهم الى وضع حد لإراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الأوان، واعربوا عن قلقهم وانزعاجهم أزاء ما تشهده الساحة السورية من تطورات خطيرة أدت الى سقوط آلاف الضحايا بين قتيل وجريح من ابناء الشعب السوري الشقيق" كذلك، دعا الوزراء العرب الى احترام حق الشعب السوري في الحياة الكريمة الآمنة وتطلعاته المشروعة نحو الاصلاحات السياسية والاجتماعية. وأسفرت اعمال القمع في سوريا عن اكثر من 2200 قتيل منذ منتصف مارس بحسب الاممالمتحدة، ولدى افتتاحه هذا الاجتماع الوزاري، اعتبر العربي ان " استعمال العنف ضد الانتفاضات العربية لا يجدي، في اشارة واضحة الى الوضع في سوريا. من جهته، اعتبر وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي الذي يتولى الرئاسة الدورية لمجلس الوزراء العرب ان سوريا تمر بظروف قاسية وتطورات خطيرة، مما يتطلب التشاور والتعاون حول ما يمكن تقديمه للاشقاء في سوريا بما يمكنهم من التغلب على هذه الأزمة والخروج منها على قاعدة التفاهم بما يحقق لسوريا الحرية والعدالة والاستقرار. على الصعيد ذاته نقلت وكالة انباء الاناضول عن الرئيس التركي عبد الله غول قوله امس ان تركيا فقدت ثقتها في النظام السوري مع استمرار حملته الدامية ضد المحتجين. وقال غول في مقابلة مع وكالة الاناضول بمناسبة مرور اربع سنوات على توليه المنصب "في الواقع وصل الوضع (في سوريا) الى حد انه لم يعد أي شىء يكفي إذ جاء بعد فوات الأوان" مشيرا الى وعود الرئيس السوري بشار الأسد بوقف الحملة والتي لم تتحقق. واضاف غول "فقدنا ثقتنا". وتابع غول قائلا: "لم يعد في عالم اليوم مكان للحكم المستبد وحكم الحزب الأوحد والأنظمة المغلقة، اذ ان تلك الانظمة اما ستسقط بالقوة او يتولى المسؤولون المحليون ادارة شؤون مناطقهم". واضاف "لابد ان يعرف الجميع اننا نقف الى جانب الشعب السوري.. الامر الاساسي هو الشعب". وكانت انقرة، التي انتعشت علاقاتها مع دمشق في السنوات الاخيرة، قد كررت الدعوة للاسد للبدء بإصلاحات دون ان تصل الى حد مطالبته بالرحيل. ويسعى النظام السوري لقمع الاحتجاجات المستمرة منذ شهور عبر انتهاج القوة المفرطة، حيث قتل اكثر من 1600 مدني واعتقل اكثر من 12 الف معارض، بحسب نشطاء حقوق الانسان. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان شخصين قتلا السبت مع استمرار القمع. وكان الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون اعرب عن "انزعاجه" ازاء الاخفاق المتكرر للرئيس الاسد في الوفاء بالوعود التي قطعها بما في ذلك وقف حملته العسكرية على المحتجين. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن شخصين قُتلا وأُصيب تسعة آخرون بجروح خلال اقتحام قوات عسكرية وأمنية لمدينة خان شيخون بمحافظة ادلب امس. وقال المرصد المعارض، ومقره بريطانيا، في بيانات "إن قوات عسكرية وأمنية كبيرة تضم مئات العناصر ونحو 150 آلية اقتحمت امس قرى عياش والخريطة والحوايج في محافظة دير الزور واعتقلت العشرات. ونقل عن نشطاء "إن القوات العسكرية والأمنية أحرقت منازل نشطاء مطلوبين متوارين عن الأنظار في القرى المذكورة". وأضاف "أن قوات أمنية نفّذت في الساعات الأولى من صباح الاحد حملة اعتقالات في الدير الشرقي قرب معرة النعمان بمحافظة ادلب واعتقلت 9 أشخاص، بعد قيام قوات أمنية مساء أمس باقتحام بلدة النيرب واعتقال العشرات". وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى "أن 2500 شخص خرجوا في تظاهرة مساء السبت في حرستا بريف دمشق، وجرى إطلاق النار عليهم من قبل حاجز أمني ما أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة آخرين بجروح". وقال "إن تظاهرات أخرى خرجت في رنكوس وزملكا وحمورية وعربين والكسوة وعين ترما بريف دمشق بعد صلاة التراويح، فيما أُصيب 12 شخصاً بجروح حالات اثنين منهم حرجة، اثر اعتداء قوات الأمن على متظاهرين في شارع الملعب بمدينة حمص". ونقل المرصد عن متظاهر "أن الجرحى أُصيبوا نتيجة إلقاء قنبلة يدوية عليهم وإطلاق الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع من قبل القوات الأمنية". ولم يتسن التأكد مما ورد في تقارير المرصد من مصدر رسمي سوري أو من جهة مستقلة.