حينما تغيب الشمس في الأفق البعيد في ولاية تكساس، يجلس يوميا مجموعة من الطلاب المبتعثين، يتناولون جماعيا طعام الإفطار، ولأن وجباتهم تخلو من الأطعمة التي اعتادوا عليها في المملكة، فهم يجمعون أنهم خلال رمضان يحنون إلى دفء الأسرة والوجبات الشعبية مثل السمبوسة والكبسة والأجواء العابقة بالروحانية. وأوضح رئيس نادي الطلبة السعوديين في جامعة تكساس في ارلنتجون هاشم صياح الشمري أن هذا أول رمضان يصومه وزملاؤه خارج الوطن، موضحا أنه وبقية المبتعثين يفتقدون روحانية الشهر الحقيقية التي عاشوها في المملكة والأجواء الأسرية، إلا أنهم يبذلون جهدهم من خلال وجبات الإفطار الجماعي. وأوضح كل من هاشم الشمري، حسين العمري وفهد صالح الشمري أنه لا توجد أي مضايقات، وهذا من فضل الله علينا، إلى درجة أن هناك بعض الزملاء في الجامعة التي ندرس فيها لا يتناولون أمامنا الطعام متى ما علموا أنك مسلم ويقدرون الوضع الذي نحن فيه. وعن يومهم في رمضان يقولون «بسبب ضيق الوقت، وزعنا العمل بيننا، حيث إننا نصوم 16 ساعة ونخرج من الجامعة الساعة الخامسة مساء وبالتالي نعمل ما بوسعنا من تجهيز الإفطار كالشوربة وكذلك الكبسة. وقال عبد العزيز المهنا طالب الماجستير في الهندسة المدنية «نحرص على شراء الأغذية وبعض المأكولات المتوافرة لدى المطاعم الإسلامية»، أما أنواع الأكلات الرمضانية التي يعدونها، فأوضح أنه يطبخ كبسة الرز والدجاج، وفي بعض الأوقات الرز واللحم وأحيانا بعض المعلبات، «وكذلك نستعين بالأهل عبر الهاتف ليشرحوا لنا كيفية عمل بعض الأكلات. وعن أبرز الصعوبات يقول المبتعث في قسم المحاسبة محمد الجعيدان والطالب سعود سحاب إن أكثر ما يفتقدانه هو الجو العائلي. وأوضح حيدر عقيل طالب الهندسة المعمارية، «نفتقد سفرة العائلة بشدة والاجتماع سويا قبل الإفطار وعمل القهوة». أما مساعد عايد الشمري طالب الهندسة الكهربائية فيقول «بفضل الله أسرتي خففت عني معاناة الغربة إلا أنني افتقد الأجواء الرمضانية في المملكة».