لا يزال شارع عكاظ في محافظة الطائف، محافظا على كثير من عادات أهالي المجتمع الطائفي، ولعل أهمها العادات والمظاهر الرمضانية التي تبدأ بعد صلاة العصر مباشرة، ولا تنتهي إلا مع أذان المغرب. ويحرص أهالي المحافظة والزائرون، على المرور من ذلك الشارع في نهار رمضان، حيث الأجواء الرمضانية بمظاهرها كافة؛ فالبائعون تجدهم ينثرون بسطاتهم على جنبات الشارع حيث يبيعون السوبيا، والعصيرات، وعددا من المأكولات الشعبية الرمضانية مثل السنبوسك، واللقيمات، واللحوح وغيرها من المأكولات المألوفة، التي لا تجدها إلا في شارع عكاظ. ويتميز الباعة في الشارع بارتداء الثوب الطائفي، مع ارتفاع أصواتهم باللهجات الحجازية لجذب الزبائن، حتى يتبادر إلى ذهنك أن غالبيتهم لا يفكرون في البيع والشراء بقدر تفكيرهم في إحياء عادات رمضانية قديمة خوفا منهم أن تندثر، إضافة إلى اللوحات والعبارات الرمضانية التي تعلق على بسطات البائعين، إلى جانب عدد من السفر الرمضانية التي بدأت تنتشر على أطراف الشارع، والتي دأب فاعلو الخير على إقامتها في رمضان، فتجد الوافدين كافة الأجانب يتجهون لتلك السفر بعد انتهاء نشاطهم، وبيعهم في نهار رمضان.. مشهد رمضاني رائع يشهده شارع عكاظ طوال أيام رمضان، رغم الزحمة المرورية التي يشهدها الشارع يوميا، رغم كل الجهود التي يقوم بها رجال المرور، الذين ينتشرون من بداية الشارع حتى نهايته من قبل صلاة العصر، إلا أن الإقبال الكبير على ذلك الشارع يجعل «ما باليد حيلة».. حتى أن كثيرين من أهالي الطائف أصبحوا يحرصون على المرور من الشارع على أقدامهم تفاديا لزحمة السيارات، والتجول فيه سيرا على الأقدام، وبعضهم تكفيه المشاهدة على الأرصفة.. فهذا أحمد منسي يقول: من أراد أن يشعر برمضان فليمر من شارع عكاظ، ويقول أحمد أن شارع عكاظ تجد فيه كل ما تريد لسفرة رمضان، ويقول العم حسن إن انتشار محال الوجبات السريعة في الشارع، ومقاهي الإنترنت لم تؤثر على أصالة الشارع من حيث الذكريات الرمضانية فيه، التي تغلب كل ما هو حديث في شهر رمضان، ويؤكد ذلك فيصل راشد، مشيرا إلى أن طول ساعات نهار رمضان هذا العام ساعدت في تواجد أعداد كبيرة من الناس في الشارع. ويقول فيصل: أنا من أهل مكة، لكني أحرص على المرور من هذا الشارع في كل زيارة لي لمحافظة الطائف، خاصة في رمضان.. أحياء وشوارع كثيرة في محافظة الطائف ما زالت تحتفظ بالعادات الرمضانية.. ولكن في شارع عكاظ في الطائف تردد «هنا رمضان».