متحمسون لاستقبال العيد .. يسعون بكل الفرح الذي يملأ قلوبهم للاحتفاء به مثلما يخططون .. هذا المخطط يشمل الاستقبال الفردي وعلى مستوى البيت والأسرة، والاستقبال الجماعي الذي يمتد حتى مستوى الحارة أو الحي والكل يحاول التعبير بأسلوبه الخاص، فهناك من علق الرايات الخضراء حول منزله .. وآخر من أعاد طلاء منزله ورممه من جديد، وهناك من استغل حيطان المنازل في الحي لرسم المناظر الطبيعية وزودها بشلالات الماء، بينما تجد من أعد المكان و جهزه لكي يستقبل الأقرباء و الأحباب و يستضيفهم لكل أيام العيد.. دعونا نعايش هذا الفرح بكل حدوده. الحي يفرح ففي كيلو 14 شرقي جدة، تم تحويل الحي إلى مكان لعرس وحفلة حيث تضامن الأهالي على استغلال كل مساحة بيضاء في حيطان المنازل التي تقع على الطريق العام والرئيسي في الحي إلى لوحات فنية ومبدعة سواء كان ذلك بالفن التشكيلي أو الرسم المجرد، حيث أنشأوا بالجص بحيرة شلال أمامها منظر طبيعي كما وضعوا الرايات الخضراء والبيضاء حول المنازل ولازال العمل مستمرا استعدادا للعيد. وغير بعيد حيث يجلس عمر عياش نهاري (52 عاما) بائع البقل المعروف حيث حكى عن استعداده الشخصي حيال العيد قائلا: أعمل في بيع (البقل أو الفجل) منذ سنوات، محاولا لملمة الشيء القليل من حلم امتد معي طيلة عمري ولم يتحقق إلا هذا العام، حيث تمكنت بعد هذا العمر من بناء بيت لي ولأبنائي وبدأت المشروع منذ ما يقارب أربعة أعوام حيث بدأت في بنائه بالتدريج وكانت البداية من الأساس عقبها توقفت لمدة عام لحين جمع التكاليف الخاصة ببناء بقية البيت وفعلا أكرمني الله وبنيت في السنة التالية جزءا منه إلى أن كان بداية هذا العام حيث تمكنت من استكمال بقية المنزل والذي شارف على الانتهاء ولم يتبق إلا الطلاء الخارجي وقال: أحاول الانتقال إلى المنزل الجديد مع أول يوم من أيام العيد. استقبال بزيت السمسم في حين يستعد إبراهيم شيخ عبد الله (47 عاما) للعيد بزيت السمسم البلدي قائلا: مر عدة أشهر وأحاول الحصول على أكياس السمسم البلدي، ومع بداية شهر رمضان الكريم جاء المحصول وحصلنا كميات من السمسم ما يساعد على تشغيل المعصرة واستخراج الزيت بكل ارتياح فمن المعتاد أن الطلب يتضاعف على زيت السمسم خلال أيام العيد، وأضاف: كما ترى أن المعصرة تحركت وبدأنا العمل وزاد: «نعصر السمسم البلدي وأيضا الحبشي ولكل نوع زبائنه لكن نظرا لكوننا نقوم بهذه المهمة بالصورة التي نخاف فيها الله فالإقبال على المعصرة يكون كبيرا نتيجة لهذه الثقة ومن حرصنا على أن لا يأتي العيد إلا ويكون لدينا زيت السمسم البلدي ولهذا نحن نستعد للعيد بهذا العمل». صيوان وخيمة ولا يتردد أحمد مقبول المنعمي (56 عاما) عن التدخل الفجائي لكي يحدثنا عن استعداده للعيد قائلا: منذ شهر شعبان وأنا في حالة استنفار حيث قمت بترميم البيت أولا ثم قمت برصف المحيط الخارجي برصيف يحمل اللونين الأخضر والأبيض فأنا أهلاوي صميم وقديم ومتفائل جدا أن الأهلي هذا العام سوف يحقق نتائج أفضل. بعد أن قمت بكل ذلك شرعت بأعداد الساحة المواجهة لمنزلي بتمهيدها بواسطة (الشيول) وتنظيفها جيدا لأنني أود أن أستقبل فيها كل أقاربي وأحبابي بعدما أنصب فيها خيمة أو صيوانا كبيرا سوف أضع فيها القهوة والشاي وسوف أقيم فيه مأدبة غداء وعشاء طيلة الأربعة الأيام الأولى من أيام العيد. ابتعاد عن الزوجة أما فؤاد علي الشوباص (31 عاما) فالأمر مختلف حيث إنه كان يخطط أن يكون عرسه مع إطلالة أيام العيد لكن الظروف لم تسمح له حيث قال: قررت أن يكون حفل العرس في أول يوم من أيام العيد لكن نتيجة لإلحاح الأهل فقد أتممت حفل الزواج في أواخر شهر شعبان وكنت أتمنى لو أنني أبقى مع عروستي حتى أيام العيد لكن ظروف العمل أجبرتني على ترك العروس والرحيل عنها والقدوم للعمل وهذا ما يحز في نفسي، وأضاف: كنت أخطط لاستقبال العيد وأنا في بيتي كعريس لكن شاء الله أمرا آخر حيث إنني سأقضي العيد مع بطاريات السيارات ولله الحمد ولست متذمرا فهذا عمل ولقمة عيشي.