هذه المرة لم يكن آخر المشوار في جدة لصاحب القلب الأبيض الأمير محمد العبدالله الفيصل رحمه الله حيث الأهل والخلان بل استقر به القدر في نيويورك ليقضي نحبه فيها ويلفظ آخر أنفاسه بعد معاناة من المرض. (مشوار) أبي تركي لم يكن عاديا جدا بل كان حافلا بالعطاء والشعر والرياضة حشد فيه كل نبضات قلبه الخضراء ليقدمها إلى الإنسانية كأن لسان حاله يقول ( ما عاد هو بجاي) سأرحل كما تشاء ( المقادير) التي فرضها الرب جل شأنه. ولكن رحيلك يا (سيدي المحترم) سيظل في دولاب الأيام لا يمكننا أن نمحوه من ذاكرتنا سأظل ( أنادي) به كما كنت تنادي بحبك وعاطفتك ف (أغراب) ستظل قوافي الشعر النبطي من بعدك فقد فقدت أحد أهم رموزها وركائزها الذي يصعب تعويضه. حتى أن فتشت في ( قديم أوراقي ) ستبقى صاحب بيان شعري باهر لا يجابهه أحد. ها أنت ترحل بصمت عن دنيانا فكل مكان حللت فيه يذكرنا بأريحيتك وتواضعك لتقول العقول بملء حزنها ( ما بقي غير الصور ).. (مر الزمان وتفارقوا الأحباب ... مر الزمان وقمر المحبة غاب ). هكذا كانت عنونة مغادرتك عنا فكنت قمرا ينير الآفاق المتلهفة لكلماتك (رفيق الليالي ) الجميل ستظل رمزا في ذاكرتي وقدوة شعرية تمنيت أن أرتقي إليها. حمد جويبر جدة